فصل: (تابع: حرف القاف)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف القاف‏]‏

مرق‏:‏ المَرَقُ الذي يؤتدم به‏:‏ معروف، واحدته مَرَقة، والمَرَقة أَخص

منه‏.‏ ومَرَق القِدْرَ يَمْرُقُها ويَمْرِقُها مَرْقاً وأَمْرَقَها يُمْرقها

إمْراقاً‏:‏ أَكثر مَرَقَها‏.‏ الفراء‏:‏ سمعت بعض العرب يقول أَطعمنا فلان

مَرَقة مَرَقَيْن؛ يريد اللحم إذا طبخ ثم طبخ لحم آخر بذلك الماء، وكذا قال

ابن الأَعرابي‏.‏ ومَرِقتِ البيضةُ مَرَقاً ومَذِرتْ مَذَراً إذا فسدت

فصارت ماء‏.‏ وفي حديث علي‏:‏ إن من البيض ما يكون مارقاً أَي فاسداً‏.‏ وقد مرقت

البيضة إذا فسدت‏.‏ ومَرَقَ الصوفَ والشعر يَمْرقه مَرْقاً‏:‏ نتفه‏.‏

والمُراقة، بالضم‏:‏ ما انتتف منهما، وخص بعضهم به ما ينتتف من الجلد المَعْطُونِ

إذا دفن ليسترخي، وربما قيل لما تنتفه من الكَلاءِ القليل لبعيرك مُرَاقة؛ وقال اللحياني‏:‏ وكذلك الشيء يسقط من الشيء، والشيء يفنى منه فيَبْقى منه

الشيءُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أنَّ امرأَة قالت‏:‏ يا رسول الله، إن بنتاً لي

عَروُساً تمرَّق شعرُها، وفي حديث آخر‏:‏ مَرِضَتْ فامَّرَقَ شعرها‏.‏ يقال‏:‏ مَرَقَ

شَعْرُه وتَمَرَّق وامَّرق إذا انتثر وتساقط من مرض أَو غيره‏.‏

والمَرْقة‏:‏ الصوفة أَول ما تنتف، وقيل‏:‏ هو ما يبقى في الجلد من اللحم إذا سلخ، وقيل‏:‏ هو الجلد إذا دبغ‏.‏

والمَرْقُ، بالتسكين‏:‏ الإهابُ المُنْتِنُ‏.‏ تقول مَرَقْتُ الإهَابَ أَي

نتفت عن الجلد المعطون صوفه‏.‏ وأَمْرَق الجلدُ أَي حان له أن ينتف‏.‏ ويقال‏:‏

أَنْتَنُ من مَرْقَاتِ الغنمِ، الواحدة مَرْقة؛ وقال الحرث بن خالد‏:‏

ساكناتُ العَقِيقِ أَشْهَى إلى القلـ *** ب من الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ

يَتَضَوَّعْنَ، لو تضَمَّخْنَ بالمسـ *** ك، ضِماخاً كأنه ريح مَرْقِ

قال ابن الأَعرابي‏:‏ المَرْقُ صُوف العِجافِ والمَرْضى، وأَما ما أَنشده

ابن الأَعرابي من البيت الأَخير من قوله‏:‏ كأَنه ريح مَرْق، ففسره هو بأَنه جمع المَرْقة التي هي من صوف المهازيل والمَرْضى، وقد يجوز أَن يكون

يعني به الصوف أَول ما يُنْتف، لأَنه حينئذ مُنْتِنٌ‏.‏ تقول العرب‏:‏ أَنتَنُ

من مرْقات الغنم، فيكون المَرْقُ على هذا واحداً لا جمع مَرْقة، ويكون من المذكر المجموع بالتاء، وقد يكون يعني به الجلد الذي يُدْفن ليسترخي‏.‏

وأَمْرَق الشعرُ‏:‏ حان له أَن يُمْرَقَ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المَرْقُ الطعن

بالعجلة‏.‏ والمُرْقُ‏:‏ الذئاب المُمَعَّطة‏.‏ والمَرْق‏:‏ الصوف المُنَفَّش‏.‏ يقال‏:‏

أَعطني مَرْقة أَي صوفة‏.‏ والمَرْق‏:‏ الإهابُ الذي عُطِنَ في الدباغ وترك

حتى أَنتن وامَّرط عنه صوفه؛ ومَرَقْتُ الإهابَ مَرْقاً فامَّرق

امِّراقاً؛ والمُرَاقة والمْرَاطة‏:‏ ما سقط من الشعر‏.‏

والمُراقة من النبات‏:‏ ما يُشْبِعُ المال؛ وقال أَبو حنيفة‏:‏ هو الكلأُ

الضعيف القليل‏.‏ ومَرِقَت النخلةُ وأَمْرقَتْ، وهي مُمْرِقٌ‏:‏ سقط حملها

بعدما كبر، والاسم المَرْقُ‏.‏

ومَرَقَ السهمُ من الرَّمِيَّة يَمْرُقُ مَرْقاً ومُرُوقاً‏:‏ خرج من الجانب الآخر‏.‏ وفي الحديث وذكر الخوارج‏:‏ يَمْرْقُونَ من الدِّين كما يَمْرُق

السهم من الرميّة أَي يَجُوزونَهُ ويخرقونَهُ ويتعدّونه كما يخرق السهم

المَرْميّ به ويخرج منه‏.‏ وفي حديث علي، عليه السلام‏:‏ أُمِرْتُ بقتال

المارِقينَ، يعني الخوارج، وأَمْرقْتُ السهم إمْراقاً، ومنه سميت الخوارج

مارِقةً، وقد أَمْرَقهُ هو‏.‏ والمُرُوق‏:‏ الخروج من شيء من غير مدخله‏.‏

والمارِقةُ‏:‏ الذين مرقوا من الدِّين لغُلُوّهم فيه‏.‏ والمُرُوق‏:‏ سرعة الخروج من الشيء، مَرَق الرجلُ من دِينه ومَرَقَ من بيته، وقيل‏:‏ المُروق أَن يُنْفِذ

السهم الرميّة فيخرج طرفه من الجانب الآخر وسائره في جوفها‏.‏ والامْتِراق‏:‏

سرعة المَرْقِ‏.‏ وامْتَرَق وامَّرق الولد من بطن أُمه وامْتَرقت الحمامة

من وَكْرِها‏:‏ خرجت‏.‏ ومَرَق في الأرض مُروقاً‏:‏ ذهب‏.‏ ومَرَق الطائر

مَرْقاً‏:‏ ذَرَقَ‏.‏ والمَرْق والمُرق؛ الأخيرة عن أَبي حنيفة عن الأعراب‏:‏ سَفا

السنبل، والجمع أَمراق‏.‏ والتَّمْرِيقُ‏:‏ الغناء، وقيل‏:‏ هو رفع الصوت به؛ قال‏:‏ذَهَبَتْ مَعَدّ بالعَلاء ونَهْشل، من بين تالي شِعره ومُمَرِّق

والمَرْق، بالسكون‏:‏ غِنَاء الإماء والسَّفِلة، وهو اسم‏.‏ والمُمَرَّق

أَيضاً من الغِناء‏:‏ الذي تغنيه السَّفِلةُ والإماء‏.‏ ويقال للمُغَنّي نفسه

المُمَرِّق، وقد مَرَّق يُمَرِّقُ تَمْرِيقاً إذا غنى‏.‏ وحكى ابن الأَعرابي‏:‏

مَرَّق بالغناء؛ وأَنشد‏:‏

أفي كلّ عامٍ أَنت مُهْدِي قَصِيدةٍ، يُمَرّق مَذْعور بها فالنَّهابلُ‏؟‏

فإن كنتَ فاتَتْكَ العُلى، يا ابن دَيْسقَ، فدَعْها، ولكن لا تَفُتْك الأَسافِلُ

قال ابن بري‏:‏ قال ابن خالويه ليس أَحد فسر التَّمْريقَ إلا أَبو عمرو

الزاهد، قال‏:‏ هو غناء السفلة والساسة، والنَّصْبُ غناء الركبان‏.‏ وفي الحديث

ذكر المُمَرِّق، هو المغنّي‏.‏ واهْتلَبَ السيفَ من غمده وامْتَرقهُ

واخْتلطهُ واعْتَقَّهُ إذا استله‏.‏ ويقال للذي يُبْدِي عورته‏:‏ امَّرَقَ

يَمَّرِقُ‏.‏ وامَّرَقَ الرجلُ‏:‏ بدت عورته‏.‏

وقولهم في المثل‏:‏ رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِق، وأَصله أَن امرأَة كانت

تغزو فحبِلت، فذُكِرَ لها الغزو، فقال‏:‏ رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ أَي

أَمهلوا الغزو حتى يخرج الولد؛ قال ابن بري‏:‏ وقال المفضل هي رَقَاشِ

الكِنانيَّة، وجمع المَارِقِ مُرَّاق؛ قال حميد الأَرقط‏:‏

ما فتِئَتْ مُرَّاقُ أَهل المِصْرَيْن

سَقْطَ عُمَانَ، ولصوصَ الجُفَّيْن

وقال أَبو حنيفة‏:‏ المُمْرِقُ اللحم الذي فيه سمن قليل‏.‏ ومَرَق حَبُّ

العنب يَمْرُق مُرُوقاً‏:‏ انتشر من ريح أَو غيره؛ هذه عن أَبي حنيفة‏.‏

والمُرِّيقُ‏:‏ حب العصفر، وفي التهذيب‏:‏ شحم العصفر، وبعضهم يقول هي عربية

محضة، وبعض يقول ليست بعربية‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ المُرِّيقُ حب العصفر، قال‏:‏

وقال سيبويه حكاه أَبو الخطاب عن العرب، قال أَبو العباس‏:‏ هو أَعجمي وقد

غلط أَبو العباس لأن سيبويه يحكيه عن العرب، فكيف يكون عجميّاً‏؟‏ وثوب

مُمَرَّق‏:‏ صبغ بالمُرّيق؛ وتَمَرَّق الثوب‏:‏ قَبِلَ ذلك؛ وأنشد الباهلي‏:‏

يا ليتَني لكِ مِئْزر مُتَمرَّق

بالزَّعْفران، لبِسْتِه أَياما

قوله مُتَمرَّق‏:‏ مصبوغ بالعُصْفر، وقال بالزعفران ضرورة، وكان حقه أن يقول بالعصفر‏.‏

ورجل مِمْراق‏:‏ دَخّال في الأُمور‏.‏ والمَارِقُ‏:‏ العلم النافذ في كل شيء

لا يتعوج فيه‏.‏

ومَرَقَا الأَنفِ‏:‏ حَرْفاه‏.‏ قال ثعلب‏:‏ كذا رواه ابن الأعرابي بالتخفيف، والصواب عنده مَرَقَّا الأنف‏.‏ وفي الحديث ذكر مَرَق، بفتح الميم والراء، وقد تسكن، بئر مَرَق بالمدينة لها ذكر في حديث أَول الهجرة‏.‏ والمَرَق

أَيضاً‏:‏ آفة تصيب الزرع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه اطّلى حتى بلغ المَرَاقّ؛ هو، بتشديد القاف، ما رق من أَسفل البطن ولان لا واحد له، وميمه زائدة، وقد تقدم

في الراء‏.‏

مزق‏:‏ المَزْق‏:‏ شَقّ الثياب ونحوها‏.‏ مَزَقهُ يَمْزِقه مَزْقاً ومَزّقه

فانْمَزق تَمْزيِقاً وتَمَزّق‏:‏ خرقه؛ ومنه قول العجاج‏:‏

بحَجَبات يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ، كأَنما يَمْزِقْنَ باللحم الحَوَرْ

والحَوَر‏:‏ جلود حُمْرٌ، والبُهَر‏:‏ الأَوساط‏.‏ وفي حديث كتابه إلى

كِسْرَى‏:‏ لما مَزَّقَهُ دعا عليهم أن يُمَزَّقوا كلَّ مُمَزَّقٍ، التَّمْزيقُ

التخريق والتقطيع، وأَراد بِتَمْزيقهم تفرُّقهم وزوال مُلكهم وقطع دابرهم‏.‏

والمِزْقة‏:‏ القطعة من الثوب‏.‏ وثوب مَزِيق ومَزِقٌ الأخيرة على النسب‏.‏

وحكى اللحياني‏:‏ ثوب أَمْزَاق ومِزَق‏.‏ ويقال‏:‏ ثوب مَزِيق مَمْزُوق مُتَمَزِّق

وممزَّق، وسحاب مِزَق على التشبيه كما قالوا كِشفَ‏.‏ والمِزَق‏:‏ القطع من الثوب المَمْزُوق، والقطعة منها مِزْقَة‏.‏ الليث‏:‏ يقال صار الثوب مِزَقاً

أي قطعاً، قال‏:‏ ولا يكادون يقولون مِزْقة للقطعة الواحدة، وكذلك مِزَق

السحاب قطعه‏.‏ ومَزْقُ العِرْض‏:‏ شتمه‏.‏ ومَزَق عِرْضَه يَمْزِقُه مَزْقاً‏:‏

كَهَرَده‏.‏ وناقة مِزاق، بكسر الميم، ونِزَاق؛ عن يعقوب‏:‏ سريعة جدّاً يكاد

يتَمَزَّق عنها جلدها من نَجائها، وزاد في التهذيب‏:‏ ناقة شَوْشَاة مِزَاقٌ

سريعة‏:‏ قال الليث‏:‏ سميت مِزَاقاً لأن جلدها يكاد يتَمَزَّق عنها من سرعتها؛ وأَنشد‏:‏

فجاءَ بشَوْشاةٍ مِزَاقٍ، ترى بها

نُدوباً من الأَنْساع‏:‏ فَذّاً وتَوْأَما

وقال غيره‏:‏ فرس مِزَاق سريعة خفيفة؛ قال ذو الرمة‏:‏

أَفاؤُوا كلَّ شاذبةٍ مِزَاقٍ

بَراها القَوْدُ، واكتَسَتِ اقْوِرَارا

وفي النوادر‏:‏ ما زَقْتُ فلاناً ونازَقْتُه مُنَازقةً أَي سابقته في العدو‏.‏

ومُزَيْقِياءُ‏:‏ لقب عمرو بن عامر بن مالك ملك من ملوك اليمن جَدّ

الأنصار، قيل‏:‏ إنه كان يُمَزِّق كل يوم حُلَّة فيَخْلَعُها على أَصحابه، وقيل‏:‏

إنه كان يلبس كل يوم حُلَّتين فيُمَزِّقهما بالعشي ويَكْره أَن يعود

فيهما ويأْنف أن يلبسهما أَحد غيره، وقيل‏:‏ سمي بذلك لأنه كان يلبس كل يوم

ثوباً، فإذا أمسى مَزَّقه ووهبه؛ وقال‏:‏

أنا ابن مُزَيْقيا عَمْرو، وجدّي

أَبوه عَامِرٌ، ماءُ السماءِ

وفي حديث ابن عمر‏:‏ أن طائراً مَزَق عليه أي ذرق ورمى بسَلْحه عليه؛ مَزَقَ الطائرُ بسَلْحه يمْزُق ويَمْزِقُ مَزْقاً‏:‏ رمى بذَرْقه‏.‏ والمُزْقةُ‏:‏

طائر، وليس بثَبَتٍ‏.‏ والمُمَزِّقُ‏:‏ لقب شاعر من عبد القيس، بكسر الزاي

وكان الفراء يفتحها‏:‏ وإنما لُقِّب بذلك لقوله‏:‏

فإن كنت مأْكولاً، فكُنْ خير آكلٍ، وإلاَّ فأدْرِكْني، ولَمّا أُمَزَّقِ

قال ابن بري‏:‏ وحكى المفضل الضبي عن أَحمد اللغوي أَن المُمَزّق العبدي

سمي بذلك لقوله‏:‏

فمَنْ مُبْلِغُ النعمان أَن ابن أُختِهِ، على العَيْنِ، يَعْتاد الصَّفَا ويُمَزِّقُ

ومعنى يُمَزِّقُ يغنِّي‏.‏ قال‏:‏ وهذا يقوي قول الجوهري في كسر الزاي في المُمَزِّقِ، إلا أَن المعروف في هذا البيت يُمَرّق، بالراء‏.‏

والتَّمْرِيقُ، بالراء‏:‏ الغناء فلا حجة فيه على هذا لأن الزاي فيه تصحيف، وقال الآمدي‏:‏

المُمَزَّق، بالفتح، هو شَأْس بن نَهارٍ العبدي، سمي بذلك لقوله‏:‏

فإن كُنْتُ مأْكولاً، فكُنْ خيرا آكِلٍ

وأَما المُمَزِّق، بكسر الزاي، فهو المُمَزَّقُ الحَضْرمي، وهو متأَخر؛ وكان ولده يقال له المُخَزِّق لقوله‏:‏

أَنا المُخَزِّق أَعْراضَ اللِّئَام، كما

كان المُمَزِّقُ أَعراض اللِّئَام أَبي

وهجا المُمَزقَ أَبو الشَّمَقْمَقِ فقال‏:‏

كُنْتَ المُمَزِّقَ مرَّة، فاليوم قد صِرْتَ المُمَزَّقْ

لما جَرَيْتَ مع الضَّلال، غَرقْتَ في بحر الشَّمَقْمَقْ

والمُمَزَّقُ أَيضاً‏:‏ مصدر كالتَّمْزِيق، ومنه قوله تعالى‏:‏ ومَزَّقْناهم

كل مُمَزَّق‏.‏

مستق‏:‏ روي عن عمر، رضي الله عنه، أَنه كان يصلي ويداه في مُسْتُقَة، وفي رواية‏:‏ صلى بالناس ويداه في مُسْتُقَة؛ قال أَبو عبيد‏:‏ المَسَاتِقُ

فِراءٌ طِوالُ الأَكمام، واحدتها مُسْتُقة، قال‏:‏ وأَصلها بالفارسية مُشْتَهْ

فعرب‏.‏ قال شمر‏:‏ يقال مُسْتُقة ومُسْتَقة، وروي عن أَنس أَن ملك الروم

أَهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْتُقَةً من سُنْدُسٍ فلبسها

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فكأَني أنظر إلى يديها تُذَبْذِبانِ، فبعث

بها إلى جعفر وقال‏:‏ ابعث بها إلى أَخيك النَّجاشي؛ هي بضم التاء وفتحها

فَرْوٌ طويل الكمين، وقوله من سندس يشبه أَنها كانت مكفوفة بالسندس، وهو الرفيع من الحرير والديباج لأن نفس الفَرْوِ لا يكون سندساً، وجمعها

مَسَاتِقُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كان يلبس البَرَانِس والمَسَاتِقَ ويصلي فيها؛ وأَنشد شمر‏:‏

إذا لَبِسَتْ مَسَاتِقَها غَنِيٌّ، فيا وَيْحَ المَسَاتِقِ ما لَقِينَا

ابن الأَعرابي‏:‏ هو فَرْوٌ طويل الكُمِّ، وكذلك قال الأَصمعي وابن شميل

في الجبة الواسعة‏.‏

مشق‏:‏ المشقة في ذوات الحافر‏:‏ تَفَحُّجٌ في القوائم وتشَحُّج‏.‏ ومَشِقَ

الرجلُ يَمْشَقُ مَشَقاً، فهو مَشِقٌ إذا اصطَكَّت أَلْيتاه حتى تشَحَّجتا، وكذلك باطنا الفخذين‏.‏ ورجل أَمْشَقُ، والمرأة مَشْقاءُ بيِّنا المَشَقِ‏.‏

الليث‏:‏ إذا كانت إحدى ركبتيه تصيب الأُخرى فهو المَشَق؛ وهذا قول أَبي

زيد حكاه عنه أَبو عبيد‏.‏ أَبو زيد‏:‏ مَشِقَ الرجل، بالكسر، إذا أَصابت إحدى

ربَلتَيْه الأُخرى‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ المَشْقُ في ظاهر الساق وباطنها

احْتِراقٌ يصبيها من الثوبِ إذا كان خشناً‏.‏ ومَشَقَها الثوب يَمْشُقُها‏:‏

أَحرقها، والاسم من جميع ذلك المُشْقة؛ وقول الحسين بن مطير‏:‏

تَفْرِي السِّباعُ سَلىً عنه تُماشِقُهُ، كأَنه بُرْدُ عَصْبٍ فيه تَضْرِيجُ

فسره ابن الأَعرابي فقال‏:‏ تُماشِقُه تُمزِّقه‏.‏ ومَشَقَ الثوبَ‏:‏ مَزَقه‏.‏

وتَمَشَّق عن فلان ثوبُه إذا تمزق‏.‏ وتَمَشَّقَ الليل إذا وَلَّى‏.‏

وتَمَشَّق جِلْبَابُ الليل إذا ظهرت تعباشيرُ الصبح؛ قال الراجز وهو من نوادر

أَبي عمرو‏:‏

وقد أُقيم النَّاجِياتِ الشُّنَّقَا

ليلاً، وسِجّفُ الليل قد تَمَشَّقا

والمَشْقُ‏:‏ شدة الأَكل يأْخذ النَّحْضَة فيَمْشُقُها بفيه مَشْقاً

جذباً‏.‏ ومَشَق من الطعام يَمْشُق مَشْقاً‏:‏ تناول منه شيئاً قليلاً‏.‏ ومَشَقَت

الإبل في الكلإِ تَمْشُق مَشْقاً‏:‏ أَكلت أَطايبه‏.‏ ومَشَّقْتُها إذا

أَرعيتها إياه‏.‏ وتَمَاشَقَ القوم اللحم إذا تجاذبوه فأَكلوه؛ قال

الراعي‏:‏ولا يَزالُ لهُمْ في كلِّ مَنْزِلَةٍ

لحم، تَماشَقُهُ الأَيدي، رَعابيلُ

وقال الراجز يصف امرأَة يذمها‏:‏

تُمَاشِقُ البادِينَ والحُضّارا، لم تعرفِ الوَقْفَ ولا السِّوَارا

أي تجاذبهم وتسابّهم‏.‏ ورجل مَشِيقٌ ومَمْشُوق‏:‏ خفيف اللحم، ورجل مِشْق

في هذا المعنى؛ عن اللحياني؛ وأَنشد‏:‏

فانقاد كلُّ مُشَذَّبٍ مَرِسِ القُوَى

لِخَيالهنَّ، وكلُّ مِشْقٍ شَيْظَمِ

وفرس مَشِيقٌ ومَمْشوق أَي ضامر‏.‏ التهذيب‏:‏ يقال فرس مَشِيقٌ مُمَشَّق

مَمْشوق أَي فيه طول وقلة لحم‏.‏ وجارية مَمْشوقة‏:‏ حسنة القَوَام قليلة

اللحم‏.‏ ومُشِق القدحُ مَشْقاً‏:‏ حمل عليه في البَرْيِ ليَدِقّ‏.‏ والمَشْق‏:‏ جذب

الشيء ليمتدَّ ويطول، والسير يُمْشَقُ حتى يلين، والوَتَرُ يُمْشَقُ حتى

يلين ويجوف، كما يَمْشُق الخياط خيطه بحرنقه

‏:‏ ومَشَقَ الوَتَرَ‏:‏ جذبه ليمتد‏.‏ ووتر مُمَشَّق ومُمَشِّقٌ‏:‏ ممتد‏.‏

وامْتَشَقَ الوترُ‏:‏ امتد وذهب ما انقشر من لحمه وعصبه‏.‏ ابن شميل‏:‏ الشِّرْعة

أَقل الأَوتار وأَشدها مَشْقاً‏.‏ والمَشْقُ‏:‏ أَن يلحم ويقشر حتى يسقط كل

سَقَطٍ منه، وذلك أَن العَقَب يؤخذ من المتن ويخالطه اللحم فييبْسَ ثم يُنْسَطُ حتى لا يبقى فيه إلا مُشَاقُ العَقَب وقلبه وقد هذبوه من أسقاطه

كلها‏.‏ ومشاق العَقَب‏:‏ أَجوده، قال‏:‏ العقب في الساقين وفي المتن وما سواهما

فإنما هو العصب، قال‏:‏ والعِلْباءُ عصبة لا يكون وتَر ولا خير فيه، وقلم مَشّاق‏:‏ سريع الجري في القِرْطاس‏.‏ ومَشَق الخطَّ يَمْشقُه مَشْقاً‏:‏ مده، وقيل أَسرع فيه‏.‏ والمَشْقُ‏:‏ السرعة في الطعن والضرب والأكل والكتابة، وقد

مَشَقَ يَمْشُق‏.‏ والمشْق‏:‏ الطعن الخفيف السريع، والفعل كالفعل؛ قال ذو

الرمة يصف ثوراً وحشيّاً‏:‏

فكَرَّ يَمْشُقُ طَعْناً في جَوَاشِنها، كأَنه، الأجْرَ في الإقْبالِ، يَحْتَسِبُ

ومَشَقت الإبل في سيرها تَمْشُق مَشْقاً‏:‏ أَسرعت، وقيل‏:‏ كل سرعة مَشْق‏.‏

الأزهري‏:‏ سمعت غير واحد من العرب وهو يمارس عملاً فيحْتَثُّه ويقول‏:‏

امْشُق امْشُق أَي أَسرع وبادر مثل حلب الإبل وما أَشبهه‏.‏ ومَشَقَ المرأة

مَشْقاً‏:‏ نكحها‏.‏ ومَشَقَهُ مَشْقاً‏:‏ ضربه، وقيل‏:‏ هو الضرب بالسوط خاصة، ومَشَقَه عشرين سوطاً؛ عن ابن الأَعرابي ولم يفسره، وقيل‏:‏ إنما هو مَشَنَهُ؛ قال رؤبة‏:‏

إذا مضت فيه السياطُ المُشَّقُ

والمَشْقُ المَشْطُ، والمَشْق جذب الكتان في مِمْشَقَةٍ حتى يخلص خالصه

وتبقى مُشَاقته، وقد مَشَقَهُ وامْتَشَقه‏.‏ والمِشْقة والمُشاقة من الكتان

والقطن والشعر‏:‏ ما خلص منه، وقيل‏:‏ هو ما طار وسقط عن المَشْق‏.‏

والمِشْقة‏:‏ القطعة من القطن‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه سُحر في مُشْط ومُشاقةٍ؛ هي

المُشَاطة، وهي أَيضاً ما ينقطع من الإِبْرِيسَم والكتان عند تخلصه وتسريحه‏.‏

وثوب مِشَق وأَمْشاقٌ‏:‏ مُمَشَّق؛ الأخيرة عن اللحياني‏.‏ والمِشَقُ‏:‏ أَخلاق

الثياب، واحدتها مِشْقة وفي الأصول مشاقَة من كلإٍ أي قليل‏.‏ والْمَشْقُ

والمِشْقُ‏:‏ المَغْرة وهو صبغ أَحمر‏.‏ وثوب مَمْشوق ومُمَشَّق‏:‏ مصبوغ

بالمِشَق‏.‏ الليث‏:‏ المِشْق والمَشق طين يصبغ به الثوب، يقال‏:‏ ثوب مُمَشَّق؛ وأَنشد

ابن بري لأَبي وجزة‏:‏

قدْ شَقَّها خُلُق منه، وقد قَفَلَتْ

على مِلاحٍ، كلون المَشْق، أَمْشاج

وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ رأى على طلحة ثَوْبين مصبوغين وهو محرم

فقال‏:‏ ما هذا‏؟‏ قال‏:‏ إنما هو مِشْق؛ هو المَغْرة‏.‏ وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه‏:‏ وعليه ثوبان مُمَشَّقان‏.‏ وفي حديث جابر‏:‏ كنا نلبس المُمَشَّق في الإحرام‏.‏

وامْتَشَقَ في الشيء‏:‏ دخل‏.‏ وامْتَشَق الشيءَ‏:‏ اختطفه؛ عن ابن الأَعرابي، وكذلك اخْتَدَفَه واخْتَواه واخْتَاته وتَخَوَّته‏.‏ وامْتَشَنَه

وامْتَشَقه من يده‏:‏ اختلسه‏.‏ وامْتَشَقْتُه‏:‏ اقتطعته‏.‏ والمَشِيقُ من الثياب‏:‏

اللبيس‏.‏ وقال في ترجمة مشغ‏:‏ امْتَشَغْت ما في الضرع وامْتَشَقْته إذا لم تدع

فيه شيئاً، وكذلك امْتَشَغْت ما في يد الرجل وامْتَشَقْته إذا أَخذت ما في يده كله‏.‏

مطق‏:‏ التَّمطُّق والتّلَمُّظ‏:‏ التَّذَوُّق والتصويت باللسان والغار

الأَعلى؛ وأَنشد ابن بري لرؤبة‏:‏

إذا أَردنا دُسْمةً تَنَفَّقَا

بناجِشَاتِ الموتِ، إذ تَمَطَّقا

وقيل‏:‏ هو إلْصاقُ اللسان بالغَارِِ الأعلى فيسمع له صوت، وذلك عند

استطابة الشيء؛ قال حُرَيْثُ بن عَتَّاب يهجو بني ثُعَل‏:‏

دِيافِيّةٌ قُلُفٌ كأَنَّ خَطِيبَهُمْ، سَراة الضُّحَى، في سَلْحِهِ، يتَمَطَّقُ

أَي بسلحه‏.‏ وقد يقال في التَّلَمُّظ‏:‏ إنه تحريك اللسان في الفم بعد

الأكل كأَنه يتبع بقية الطعام بين أسنانه‏.‏ والتَّمَطُّق بالشفتين‏:‏ أن يضم

إحداهما بالأُخرى مع صوت يكون منهما؛ وأَنشد‏:‏

تراهُ إذا ما ذَاقَها يَتَمطَّق

وتَمَطَّقت القوس‏:‏ تصدعت؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ والمَطَقُ‏:‏ داء يصيب النخل

فلا تحمل‏.‏

معق‏:‏ المَعْق والمُعْق‏:‏ كالعُمْق؛ بئر مَعِيقة كعميقة وقد مَعُقَتْ

مَعاقة وأَمْعَقْتها وأَعْمَقتها وإنها لبعيدة العُمْق والمْعق وفَجّ مَعِيق، وقلما يقولونه إنما المعروف عَمِيق، وحكى الأَزهري عند ذكر قوله تعالى‏:‏

يأْتين من كل فجٍّ عَمِيقٍ، عن الفراء قال‏:‏ لغة أَهل الحجاز عَمِيق وبنو

تميم يقولون مَعِيق، وقد مَعُق مَعْقاً ومَعَاقةً؛ قال رؤبة‏:‏

كأَنها، وهي تَهادَى في الرُّفَقْ

من جذبها، شِبْراقُ شَدٍّ ذي مَعَقْ

أَي بُعْدٍ في الأرض، والشِّبراق‏:‏ شدَّة تباعد القوائم، والمَعْقُ‏:‏ بُعد

أجواف الأرض على وجه الأرض يقود المَعْق الأيام؛ يقال‏:‏ علونا مُعُوقاً

من الأرض منكَرة وعلونا مَعْقاً؛ وأما المَعِيق فالشديد الدخول في جوف

الأَرض‏.‏ يقال‏:‏ غائط مَعيق‏.‏ والمَعْق‏:‏ الأَرض التي لا نبات فيها‏.‏ والأَمْعاق

والأَماعق والأَماعِيق‏:‏ أَطراف المفازة البعيدة‏.‏

والمَعِيقة‏:‏ الصغيرة الفَرْج‏.‏ والمَعِيقة أَيضاً‏:‏ الدقيقة الوَرِِكين، وقيل‏:‏ هي المِعْيقَةَ كالِحِثْيَلة‏.‏

وتَمَعَّقَ علينا‏:‏ ساء خلقه‏.‏ وحكى الأزهري عن الليث‏:‏ المَقْع والمَعْق

الشرب الشديد‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ المَعْق قلب العَمْق؛ ومنه قول رؤبة‏:‏

وإن هَمى من بعد مَعْقٍ مَعْقا، عَرفْتَ من ضَرْب الحَرير عِتْقا

أي من بَعْد بُعْدٍ بُعْداً‏.‏ قال‏:‏ وقد تحرك مثل نَهْر ونَهَر‏.‏

مقق‏:‏ المَقَقُ‏:‏ الطول عامة، وقيل‏:‏ هو الطول الفاحش في دقة؛ قال رؤبة‏:‏

لواحِقُ الأَقْراب فيها كالمَقَقْ

أَراد فيها المَقَقُ فزاد الكاف كما قال تعالى‏:‏ ليس كمثله شيء‏.‏ رجل

أَمَقُّ وامرأَة مَقَّاءُ، وقيل‏:‏ المَقَّاءُ الطويلة الرُّفْغين الرخوتهما

الطويلة الإسْكَتَين القليلة لحم الرُّفغين، وقيل‏:‏ هي الرقيقة الفخذين

المَعِيقةُ الرفغين‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ المَقَّاء من الخيل الواسعة الأَرْفاغ‏.‏

قال ابن الأَعرابي‏:‏ غزا أَعرابي من بَكْر ابن وائل فَفُلُّوا، فجاء ثلاث

جَوارٍ إلى مُهَلْهِل فسأَلنه عن آبائهن، فقال للأُولى‏:‏ صِفي لي فرس أَبيك، فقالت‏:‏ كان أَبي على شَقَّاءَ مَقَّاءَ طويلة الأَنقاء، تَمَطَّقُ

أُنثَياها بالعرق تمَطُّقَ الشيخ بالمَرَق، قال‏:‏ نجا أَبوكِ‏:‏ قال‏:‏ أُنثياها

رَبَلَتا فخذيها، والمَقَّاء‏:‏ الواسعة الأَرْفاغ؛ وأَنشد غيره قول الراعي

يصف ناقة‏:‏

مَقَّاء مُنْفَتِق الإبْطَيْنِ ماهِرة

بالسَّوْم، ناطَ يَدَيْها حارِك سَنَدُ

قال النضر‏:‏ فَخِذ مَقَّاء وهي المعْروقة العارية من اللحم الطويلة‏.‏ ووجه

أَمَقُّ‏:‏ طويل كوجه الجرادة‏.‏ وفرس أَمَقّ‏:‏ بعيد ما بين الفروج طويل

بيِّن المَقَق‏.‏ وفي حديث عليّ، عليه السلام‏:‏ من أَراد المفاخرة بالأولاد

فعليه بالمُقِّ من النساء أي الطوال‏.‏ يقال رجل أَمَقّ وامرأَة مَقَّاء‏.‏

وخَرْق أَمَقّ‏:‏ بعيد الأرْجاء‏.‏ ومفازة مَقَّاء‏:‏ بعيدة ما بين الطرفين، وكل

تباعد بين شيئين مَقَقٌ، والصفة كالصفة‏.‏ وحصن أَمَقّ‏:‏ واسع؛ قال‏:‏

ولي مُسْمِعانِ وزَمَّارَةٌ، وظِلٌّ مَدِيدٌ وحِصنٌ أَمَقّ

قال ثعلب‏:‏ المُسْمِعان القَيْدان قيد بهما، والزَّمّارة‏:‏ الساجور، وهذا

رجل كان محبوساً في سجن شُيِّدَ بناؤه، وهو مُقَيَّد مغلول فيه‏.‏

وامْتَقَّ الفصيل ما في ضرع أُمِّه وامْتَكَّه وتمقَّقَه‏:‏ شرِب كل ما

فيه امْتِقاقاً وامْتكاكاً، وكذلك الصبي إذا امتصَّ جميع ما في ثدي أُمِّه، وزعم يعقوب أن قافها بدل من كاف امتكَّ وتمقَّقْت الشراب وتمزَّزته‏:‏

شربته قليلاً قليلاً شيئاً بعد شيء‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ المَقَقَةُ شُرَّاب النبيذ قليلاً قليلاً‏.‏ والمقَقَةُ‏:‏

الجِداءُ الرُّضَّعُ‏.‏ والمقَقة‏:‏ الجهّال‏.‏ وأَصابه جرح فما تمَقَّقَه أَي بم

يضره ولم يُبالِه‏.‏

أَبو عبيدة‏:‏ المقّ الشق‏.‏ ومَقَقْتُ الشيء أَمُقُّه مَقّاً‏:‏ فتحته‏.‏

ومَقَقْت الطَّلْعة‏:‏ شققتها للإبار‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ مَقَّقَ الرجل على عياله

إذا ضيق عليهم فقراً أو بخلاً، وكذلك أَوَّق وقَوَّق‏.‏ وقال‏:‏ زَقّ الطائر

فرخه ومقّقه وغَرَّه ومَجَّه‏.‏ والمُقامِقُ‏:‏ المتكلم بأقصى حلقه، وتقديره

فُعافِل بتكرير الفاء، ولا يقال مُقانِق‏.‏

ويقال‏:‏ فيه مَقْمَقَة ولُقَّاعات، والمَقْمَقَةُ حكاية صوت أَو كلام‏.‏

ومَقْمَقَ الحُوَارُ خِلْف أُمه‏:‏ مصه مصّاً شديداً‏.‏

ملق‏:‏ المَلَقُ‏:‏ الوُدّ واللطف الشديد، وأَصله التليين وقيل‏:‏ المَلَقُ

شدة لطف الودّ، وقيل‏:‏ الترفق والمداراة، والمعنيان متقاربان، مَلِقَ

مَلَقاً وتمَلَّقَ وتَملَّقَهُ وتمَلّقَ له تمَلُّقاً وتِمِلاَّقاً أَي تودد

إليه وتلطف له‏:‏ قال الشاعر‏:‏

ثلاثة أَحْبابٍ‏:‏ فَحُبُّ عَلاقَةٍ، وحُبُّ تِمِلاَّقٍ، وحُبٌّ هو القَتْل

وفي الحديث‏:‏ ليس من خُلُق المؤمن المَلَقُ؛ هو بالتحريك الزيادة في التَّوَدُّد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي‏.‏ وقد مَلِقَ، بالكسر، يَمْلَقُ

مَلَقاً‏.‏ ورجل مَلِقٌ‏:‏ يعطي بلسانه ما ليس في قلبه؛ ومنه قول المتنخل‏:‏

أَرْوَى بجِنّ العَهْد سَلْمَى، ولا

يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ

قوله بجِنّ العَهْد أَي سقاها الله بحِدْثان العهد لأَنه يثبت ويدوم، وجِنُّ الشباب‏:‏ أوله وقوله‏:‏ ولا يُنْصِبْكَ عهد المَلِق أَي من كان مَلِقاً

ذا حِوَلٍ فَصَرَمَك فلا يُنْصِبْكَ صَرْمهُ؛ ورجل مَلِقٌ ومَلاَّق، وقيل‏:‏ المَلاَّق الذي لا يصدق وُدُّه‏.‏ والمَلِقُ أَيضاً‏:‏ الذي يَعِدُك

ويُخْلِفك فلا يفي ويتزين بما ليس عنده‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ المَلَقُ اللين من الحيوان

والكلام والصُّخور‏.‏ والمَلَقُ‏:‏ الدعاء والتضرع؛ قال‏:‏

لاهُمّ، ربَّ البَيْتِ والمُشَرَّقِ، إيّاكَ أَدْعُو، فتَقَبَّل مَلَقِي

يعني دعائي وتضرُّعي‏.‏ ويقال‏:‏ إنه لمَلاَّق مُتَمَلَّق ذو مَلَقٍ، ولا

يقال منه فَعِلَ يَفْعَلُ إلاَّ على يتملق، والمَلَقُ من التَّمَلُّق، وأصله من التليين‏.‏ ويقال للصَّفاة الملساء اللينة مَلَقةٌ، وجمعها مَلَقات؛ وقال الراجز‏:‏

وحَوْقل ساعِدهُ قد امَّلَقْ

أَي لانَ‏.‏ خالد بن كلثوم‏:‏ المَلِقُ من الخيل الذي لا يُوثق بجريه، أُخذ

من مَلَق الإنسان الذي لا يصدق في مودَّته؛ قال الجعدي‏:‏

ولا مَلِقٌ يَنْزُو ويُندِر رَوْثَهُ

أُحادَ، إذا فَأْسُ اللجام تَصَلْصلا

أبو عبيد‏:‏ فرس مَلِقٌ والأنثى مَلِقةٌ والمصدر المَلَقُ وهو أَلطف

الحُضْر وأَسرعه، وأَنشد بيت الجعدي أَيضاً‏.‏

ومَلَّق الشيءَ‏:‏ ملسه‏.‏ وانْمَلَق الشيء وامَّلَق، بالإدغام، أَي صار

أَملس؛ قال الراجز‏:‏

وحَوْقل ساعدُهُ قد انْمَلَقْ، يقول‏:‏ قَطْباً ونِعِمّا، إن سَلَقْ

قوله انْمَلَقَ يعني انْسَحَجَ من حَمْل الأَثقال‏.‏ وانْمَلَق مني أَي

أَفْلت‏.‏ والمَلَق‏:‏ الصُّفُوح اللينة الملتزقة من الجبل، واحدتها مَلَقة، وقيل‏:‏ هي الآكام المفترشة، والمَلَقةُ‏:‏ الصَّفاةُ الملساء؛ قال صخر الغي

الهذلي‏:‏

ولا عُصْماً أَوابِدَ في صُخُور، كُسِينَ على فَراسِنِها خِدامَا

أُتِيحَ لها أُقَيْدِر ذو حَشيف، إذا سامَتْ على المَلَقات سَامَا

والإمْلاق‏:‏ الافْتِقار‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ولا تقتلوا أَولادكم من إمْلاق‏.‏

وفي حديث فاطمة بنت قيس‏:‏ أَما معاوية فرجل أْمْلق من المال أَي فقير منه

قد نَفِد ماله‏.‏ يقال‏:‏ أَمْلَق الرجل، فهو مُمْلِق، وأَصل الإملاق

الإنْفاق‏.‏ يقال‏:‏ أَمْلَق ما معه إمْلاقاً، ومَلَقه مَلْقاً إذا أَخرجه من يده

ولم يحبسه، والفقر تابع لذلك، فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب حتى صار

به أَشهر‏.‏ وفي حديث عائشة‏:‏ ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يغني فقيرها‏.‏

والإمْلاق‏:‏ كثرة إنفاق المال وتبذيره حتى يورث حاجة، وقد أَمْلَقَ وأَمْلَقَه الله، وقيل‏:‏ المُمْلِق الذي لا شيء له‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن امرأَة سأَلت ابن عباس‏:‏ أَأُنفق من مالي ما شئت‏؟‏ قال‏:‏ نعم أَمْلقي من مالك ما شئت‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ خَشْيَةَ إملاق، معناه خشية الفقر والحاجة‏.‏ ابن شميل‏:‏ إنه

لمُمْلِق أي مفسد‏.‏ والإملاق‏:‏ الإفساد؛ قال شمر‏:‏ أملق لازم ومتعد‏.‏ يقال‏:‏

أَمْلَقَ الرجلُ، فهو مُمْلِقٌ إذا افتقر فهذا لازم، وأَمْلَقَ الدهرُ ما

بيده؛ ومنه قول أَوس‏:‏

لما رأَيتُ العُدْمَ قَيَّدَ نائِلي، وأَمْلَقَ ما عندي خُطُوب تَنَبَّلُ

وأَمْلَقَتْهُ الخُطُوب أَي أَفقرته‏.‏ ويقال‏:‏ أَمْلَقَ مالي خُطُوبُ

الدهر أَي أَذهبه‏.‏

ومَلَقَ الأَديمَ يَمْلُقه مَلْقاً إذاً دلكه حتى يلين‏.‏ ويقال‏:‏ مَلَقْتُ

جلده إذا دلكته حتى يَمْلاسّ؛ قال‏:‏

رأَت غلاماً جِلْدهُ لم يُمْلَقِ

بماءٍ حَمَّامٍ، ولم يُخَلَّقِ

يعني ولم يُمَلَّس من الخَلْق وهو الملاسة‏.‏ ومَلَقَ الثوبَ والإناء

يَمْلُقه مَلْقاً‏:‏ غسله‏.‏ والمَلْقُ‏:‏ الرضع‏.‏ ومَلَقَ الجَدْي أُمه يَمْلُقُها

مَلْقاً‏:‏ رضعها، وكذلك الفَصِيل والصبيّ، وقرئ على المنذري‏:‏ مَلَقَ

الجدي أُمه يَمْلِقُها، قال‏:‏ وأَحسب مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلُقها إذا رضعها

لغة‏.‏ ومَلَقَ الرجل جاريته ومَلَجَها إذا نكحها، كما يَمْلُق الجدي أُمه

إذا رضعها‏.‏ وفي حديث عَبِيدَةَ السَّلْمانِيّ‏:‏ أَن ابن سيرين قال له ما

يوجب الجنابة‏؟‏ قال‏:‏ الرَّفّ والاسْتِمْلاقُ؛ الرَّفّ المص، والاسْتِملاق

الرضع، وهو اسْتِفْعال منه، وكنى به عن الجماع لأن المرأة ترتضع ماء الرجل، من مَلَق الجدي أُمه إذا رضعها، وأَراد أَن الذي يوجب الغسل امتصاص

المرأة ماء الرجل إذا خالطها كما يرضع الرضيع إذا لقم حَلَمة الثَّدْي‏.‏

ومَلَقَ عينه يَمْلُقُها مَلْقاً‏:‏ ضربها‏.‏ ومَلَقهُ بالسوط والعصا يَمْلُقه

مَلْقاً‏:‏ ضربه‏.‏ ويقال‏:‏ مَلَقهُ مَلَقاتٍ إذا ضربه‏.‏ والمَلْقُ‏:‏ ضرب الحمار

بحوافره الأرض؛ قال رؤبة يصف حماراً‏:‏

مُعْتَزِم التَّجْليح مَلاَّخ المَلَقْ، يَرْمي الجَلامِيدَ بجُلْمُودٍ مِدَقْ

أَراد المَلْقَ فثقَّله؛ يقول‏:‏ ليس حافر هذا الحمار بثقيل الوَقْع على

الأرض‏.‏ والمَلَقُ‏:‏ ما استوى من الأرض، وأَنشد بيت رؤبة‏:‏ مَلاَّخ المَلَقْ، وقال‏:‏ الواحدة مَلَقَة‏.‏ والمَلْقُ‏:‏ مثل المَلْخِ وهو السير الشديد‏.‏

والمَيْلَقُ‏:‏ السريع؛ قال الزفيان‏:‏

ناجٍ مُلحّ في الخَبَارِ مَيْلَقُ، كأَنه سُوذانِقٌ أَو نِقْنِقُ

والمَلْقُ‏:‏ المحو مثل اللَّمْقِ‏.‏ ومَلْقُ الأَدِيم‏:‏ غسله‏.‏ والمَلْقُ‏:‏

الحُضْر الشديد‏.‏ والمَلْقُ‏:‏ المَرّ الخفيف‏.‏ يقال‏:‏ مَرّ يَمْلُقُ الأَرض

مَلْقاً‏.‏ ورجل مَلِقٌ‏:‏ ضعيف‏.‏ والمالَقُ‏:‏ الخشبة العريضة التي تشدّ بالحبال

إلى الثَّوْرين فيقوم عليها الرجل ويجرها الثوران فيُعَفِّي آثار

اللُّؤَمَةِ والسِّنّ؛ وقد مَلَّقُوا أَرضهم يُمَلِّقُونها تَمْلِيقاً إذا فعلوا

ذلك بها؛ قال الأزهري‏:‏ مَلَّقوا ومَلَّسوا واحد وهي تملِّسُ الأرض، فكأنه

جعل المالَقَ عربيّاً؛ وقيل‏:‏ المالَقُ الذي يقبض عليه الحارث‏.‏

وقال أَبو حنيفة‏:‏ المِمْلَقة خشبة عريضة يجرها الثيران‏.‏ الليث‏:‏ المالَقُ

الذي يملّس الحارث به الأرض المُثارة‏.‏ أَبو سعيد‏:‏ يقال لمالَج الطَّيّان

مالَقُ ومِمْلَقٌ‏.‏ ويقال‏:‏ ولدت الناقة فخرج الجنين مَلِيقاً من بطنها

أَي لا شعر عليه‏.‏ والمَلقُ‏:‏ المِلوسة‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ الجنين مَلِيطٌ، بالطاء، بهذا المعنى‏.‏

مهق‏:‏ المَهَقُ والمُهْقةُ‏:‏ بياض في زرقة، وقيل المَهَقُ والمُهْقة شدة

البياض، وقيل‏:‏ هما بياض الإنسان حتى يقبح جدّاً، وهو بياض سَمْجٌ لا

يخالطه صفرة ولا حمرة، لكن كلون الجص ونحوه؛ ورجل أَمْهَقُ وامرأَة مَهْقاءُ‏.‏

وفي صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنه كان أَزْهَرَ ولم يكن

بالأَبيض الأمْهَق؛ أبو عبيد‏:‏ الأَمهَقُ الأَبيض الشديد البياض الذي لا

يخالط بياضه شيء من الحمرة وليس بنَيّر، ولكن كلون الجص أو نحوه، يقول‏:‏

فليس هو كذلك بل إنه كان نيّر البياض، صلى الله عليه وسلم‏.‏ الأزهري‏:‏

المَهَقُ والمَقَهُ بياض في زرقة، قال‏:‏ وبعضهم يقول المَقَهُ أَشدّهما بياضاً‏.‏

الجوهري‏:‏ المَهَقُ في قول رؤبة خضرة الماء؛ قال ابن بري يعني قوله‏:‏

حتى إذا كَرَعْن في الحَوْمِ المَهَقْ

وشراب أَمْهَقُ‏:‏ لونه لون الأَمْهَقِ من الرجال‏.‏ والمَهَقُ كالمَرَةِ، وامرأَة مَهْقاءُ‏:‏ تنفي عيناها الكحل ولا ينفى بياض جلدها، عن ابن الأعرابي، وقيل‏:‏ هو إذا كانت كريهة البياض غير كحلاء العينين‏.‏ أَبو زيد‏:‏

الأَمْقَهُ والأَمْرَةُ معاً الأحمر أَشفار العينين‏.‏ الجوهري‏:‏ وعين

مَهْقاءُ‏.‏ تَمَهَّقْتُ الشراب إذا شربته ساعة بعد ساعة؛ ومنه قولهم‏:‏ ظَلَّ

يَتَمَهَّق شَكْوتَه، وقال الأصمعي‏:‏ هو يَتَمَهَّق الشراب تمهُّقاً إذا شربه النهار أَجمَعَ‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ أنت تَمَهَّقُ الماء تَمَهُّقاً إذا شربه النهار أجمع ساعة بعد ساعة، قال‏:‏ ويقال ذلك في شرب اللبن؛ وأنشد قول

الكميت‏:‏

تَمَهَّقَ أخْلاف المعيشة بينهم

رِضاع، وأخْلافُ المعيشة حُفَّلُ

والمَهِيقُ‏:‏ الأَرض البعيدة؛ قال أَبو دواد‏:‏

له أَثَرٌ في الأرض لَحْبٌ كأنه

نَبِيثُ مَساحٍ من لِحاءِ مَهِيقِ

قالوا‏:‏ أراد باللِّحاء ما قشر من وجه الأرض‏.‏

موق‏:‏ المائقُ‏:‏ الهالك حُمْقاً وغَباوةً‏.‏ قال سيبيويه‏:‏ والجمع مَوْقى

مثال حَمْقى ونَوْكَى، يذهب إلى أنه شيء أُصيبوا به في عقولهم فأُجْزري مجرى

هَلْكى، وقد ماقَ يَمُوقُ مَوْقاً ومُوقاً ومُؤُوقاً ومَواقةً

واسْتَماقَ‏.‏ والمُوقُ‏:‏ حُمْق في غَباوةٍ‏.‏ يقال‏:‏ أحمقُ مائقٌ، والنعت مائقٌ

ومائِقةٌ‏.‏ الكسائي‏:‏ هو مائِق ودائِق، وقد ماقَ وداقَ يَمُوقُ ويَدُوق مَواقةً

ودَواقةً ومُؤوقاً ودْؤُوقاً‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ في قوله فلان مائقٌ ثلاثة

أقوال‏:‏ قال قوم المائق السّيِّ الخُلُق من قولهم أَنت تَثِق وأنا مَئِق أي أنت

ممتلئ غضباً وأنا سيّء الخُلُق فلا نتفق، وقيل‏:‏ المائِقُ الأحمق ليس له

معنىً غيره، وقال قوم‏:‏ المائقُ السريع البكاء القليل الحَزْمِ والثَّبات

من قولهم ما أَباتَتْه مَئِقاً أي ما أباتته باكياً‏.‏

والمَوْق، بالفتح‏:‏ مصدر قولك ماقَ البيعُ يَمُوق أَي رخص‏.‏ وماقَ البيعُ‏:‏

كَسَدَ؛ عن ثعلب‏.‏ والمُوقان والمُوقُ‏:‏ الذي يلبس فوق الخف، فارسي معرب‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أن امرأَة رأت كلباً في يوم حارّ فنزعتْ له بمُوقِها فسقته

فغُفِرَ لها؛ المُوق‏:‏ الخف؛ ومنه الحديث‏:‏ أنه توضَّأَ ومسح على مُوقَيْه‏.‏

وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ لما قدم الشأْم عَرَضَتْ له مَخاضة ونزل عن

بعيره ونزع مُوقَيْه وخاض الماء‏.‏ وفي المحكم‏:‏ والمُوق ضرب من الخِفاف، والجمع أَمْواق، عربي صحيح؛ قال النمر بن تولب‏:‏

فتَرى النِّعاجَ بها تَمَشَّى خَلْفه، مَشْيَ العِبادِيِّين في الأَمْواقِ

ومُوقُ العين وماقُها‏:‏ لغة في المُؤق والمَأْق، وجمعها جميعاً أَمْواق

إلا في لغة من قلب فقال آماق‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كان يكتحل مَرَّة من مُوقِهِ ومَرَّة من ماقِهِ، وقد تقدم شرح ذلك مستوفى في ترجمة مأَق‏.‏ والمُوقُ‏:‏

الغبار‏.‏ والمُوق أيضاً‏:‏ النمل ذو الأجنحة‏.‏

نبق‏:‏ النَّبِق‏:‏ ثمر السِّدْر‏.‏ والنَّبِقُ والنِّبَق والنِّبْق

والنَّبْقُ، مخفف‏:‏ حمل السِّدْر، الواحدة من جميع ذلك بالهاء‏.‏ الجوهري‏:‏ نَبِقة

ونَبِق ونَبِقات مثل كَلِمة وكَلِم وكَلِمات‏.‏ وفي حديث سِدْرة المُنْتَهى‏:‏

فإذا نَبِقُها أمثال القِلال‏.‏ ونَبَّق النخلُ‏:‏ فسد وصار تمره صغيراً مثل

النَّبَقِ، وقيل‏:‏ نَبَّق أَزْهى‏.‏ ونخل مُنَبَّق، بالفتح، ومُنَبَّق‏:‏

مُصْطفّ على سطر مستو، وكذلك كل شيء مستوٍ مُهَذَّب؛ قال امرؤ القيس‏:‏

وحَدِّثْ بأَن زالت بليْلٍ حُمُولُهم، كنَخْلٍ من الأعراض غيرِ مُنَبَّقِ

ويروى غير مُنَبِّق‏.‏ المفضل في قوله غير مُنَبِّق‏:‏ غير بالغ؛ وأنشد ابن بري للمتلمس‏:‏

والبيتُ ذو الشُّرُفاتِ من سِنْدادَ، والنخلُ المُنَبِّقْ

والنَّبْقُ مثل النَّمْقِ‏:‏ الكتابة‏.‏ ونَبَّقَ الكتاب‏:‏ سَطره وكتبه‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ أَنْبَقَ ونَبَقَ ونَبَّقَ كله إذا غرس شِراكاً واحداً من الوادي‏.‏ أبو عمرو‏:‏ النَّبْقُ دقيق يخرج من لُبّ جِذْع النخلة حُلو يُقَوَّى

بالصَّفْر يُنْبَذُ فيكون نهاية في الجَودْة، ويقال لنبيذه الضَّرِيّ‏.‏

أبو زيد‏:‏ إذا كانت الضرطة ليست بشديدة قيل أَنْبَق بها إنْباقاً، وكذلك

نَبّق بها أَي حَبَق حَبْقاً غير شديد‏.‏ يقال‏:‏ أَنبق إذا حَبَق بصوت، وطَحْرَب بغير صوت، وإذا عظم الصوت قيل رَدَمَ‏.‏

الفراء‏:‏ النُّباقِيّ مأْخوذ من النُّبَاقِ وهو الحُصاص الضعيف‏.‏

أبو زائدة وخترش‏:‏ هو يَنْتَبقُ للكلام انْتباقاً ويَنْتَبِطُه أي

يستخرجه‏.‏ الجوهري‏:‏ ويقال انْباقَ علينا بالكلام أَي انبعث مثل انْباع؛ قال ابن بري‏:‏ صواب انْباقَ علينا أَن يذكر في فصل بوق كما ذكر فيه انْباقَتْ

عليهم بائِقةُ شرٍّ‏.‏

وبنو أبي نَبْقة‏:‏ بُطين من بني الحرث‏.‏ وذو نَبعقٍ‏:‏ اسم موضع؛ قال

الراعي‏:‏تَبَيَّنْ خليلي، هل ترى من ظَعائنٍ

بذي نَبَقٍ، زالت بهنَّ الأَباعِرُ‏؟‏

نتق‏:‏ النَّتْقُ‏:‏ الزعزعة والهز والجَذْب والنَّفْض‏.‏ ونَتَقَ الشيءَ

يَنْتِقُه ويَنْتُقُه، بالضم، نَتْقاً‏:‏ جذبه واقتلعه‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ وإذ

نَتعقْنا الجبل فوقهم؛ أي زَعْزَعْناه ورفعناه، وجاء في الخبر‏:‏ أَنه اقْتُلع

من مكانه؛ وقال الشاعر‏:‏

قد جَرَّبوا أَخلاقَنا الجَلائِلا، ونَتَقُوا أَحلامنا الأَثاقلا، فلم يَرَ الناسُ لنا مُعادِلا

وقال الفراء في ذلك‏:‏ رفع الجبل على عسكرهم فرسخاً في فرسخ، ونَتَقْنا‏:‏

رفعنا‏.‏ وفرس ناتِقٌ إذا كان ينفض راكبه‏.‏ ونَتَقت الدابة راكبها وبراكبها

تَنْتِقُ وتَنْتُقُ نَتْقاً ونُتُوقاً إذا نَزَّتْه وأَتعبته حتى يأْخذه

لذلك رَبْو؛ قال العجاج‏:‏

يَنْتُقْنَ بالقَوْمِ من التَّزَعُّلِ، مَيْسُ عُمانَ ورِحالَ الإسْحِلِ

ونَتَقْتُ الغَرْبَ من البئر أَي جذبته بمرة‏.‏ ونَتَقَ السِّقاءَ

والجِراب وغيرهما من الأوعية نَتْقاً إذا نفضه ليقتلع منه زبدته، وقيل‏:‏ نفضه حتى

يستخرج ما فيه، وقد انْتَتَقَ هو وأَنْتَقَ‏:‏ فَتَقَ جرابه ليصلحه من السوس‏.‏ وفي الحديث في صفة مكة والكعبة‏:‏ أقلُّ نَتائق الدنيا مَدرَاً؛ النَّتائِقُ‏:‏ جمع نَتِيقةٍ فَعِيلة بمعنى مفعولة من النَّتْق، وهو أن يقلع

الشيء فيرفعه من مكانه ليرمي به، هذا هو الأصل وأراد بها ههنا البلاد لرفع

بنائها وشهرتها في موضعها‏.‏ ونَتَقْتُ الشيء إذا حركته حتى يُسْفَكَ ما فيه، قال‏:‏ وكان نَتْق الجبل أَنه قُطِع منه شيء على قدر عسكر موسى فأَظَلَّ

عليهم، قال لهم موسى‏:‏ إما أَن تقبلوا التوراة، وإما أن يسقط عليكم‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال نَتقَ جِرابَه إذا صب ما فيه‏.‏ والناتِقُ‏:‏ الرافع‏.‏ والناتق‏:‏

الفاتِقُ‏.‏ وقالت أَعرابية لأُخرى‏:‏ انتُقي جِرابك فإنه قد سوَّس‏.‏

والناتِقُ‏:‏ الباسط‏.‏ يقال‏:‏ انْتُقْ لَوْطَك في الغَزالة حتى يَجِفّ‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ أَنتَقَ إذا شال حجر الأَشِدَّاءِ، وأَنْتَقَ عمل مِظلَّةً من الشمس، وأَنتَقَ إذا بنى داره نِتاق دارٍ أَي حِيالها‏.‏ وناتِقٌ‏:‏ شهر رمضان؛ عن

الوزير‏.‏ وأَنتَقَ‏:‏ صامَ ناتِقاً، وهو شهر رمضان‏.‏ ابن سيده‏:‏ وناتِق من أَسماء رمضان؛ قال‏:‏

وفي ناتِقٍ أَجْلَتْ، لدى حَوْمَةِ الوغى، ووَلَّت على الأَدْبارِ فُرْسانُ خَثْعَما

والبعير إذا تزعزع حِملُه، وفي التهذيب‏:‏ بحمله، نتَقَ عُرى حِباله وذلك

إذا جذبها فاسترخت عُقَدها وعُراها فانْتَتَقَتْ؛ وأَنشد‏:‏

يَنْتُقن أَقْتادَ النُّسُوع الأُطَّطِ

وسَمِن حتى نَتَق نُتوقاً‏:‏ وذلك أَن يمتلئ جلده شحماً ولحماً‏.‏ ونَتَقَت

الماشية تَنْتُق‏:‏ سمنت عن البقل؛ حكاه أَبو حنيفة‏.‏ ونَتَقَت المرأة

والناقة تَنْتُقُ نُتوقاً وهي ناتِق ومِنْتاق‏:‏ كثر ولدها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ عليكم

بالأَبكار من النساء فإنهن أَطيب أَفواهاً وأَنْتَقُ أَرْحاماً وأَرْضى

باليسير؛ معناه أَنهن أَكثر أَولاداً‏.‏ والناتِقُ والمِنْتاق‏:‏ الكثيرة

الأولاد‏.‏ ويقال للمرأَة ناتِقٌ لأنها ترمي بالأولاد رمياً‏.‏ والنَّتْقُ‏:‏ الرمي

والنفْض‏.‏ والنَّتْق أَيضاً‏:‏ الرفع؛ ومنه حديث علي، رضوان الله عليه‏:‏

البيت المعمور نِتاقُ الكعبة من فوقها أَي هو مُظِلّ عليها في السماء؛ وقول

النابغة‏:‏

لم يُحْرَمُوا حُسْنَ الغِذاءِ، وأُمهم

طَفَحَتْ عليك بناتِقٍ مذكارِ

يعني بالناتِق الرَّحِمَ، وذَكَّر على معنى الفرج أَو العضو‏.‏ وناقة

ناتِق إذا أَسرعت الحمل، وزَنْد ناتقٍ أَي وارٍ‏.‏ والناتِقُ من الماشية‏:‏

البطين، الذكر والأُنثى في ذلك سواء‏.‏

ندق‏:‏ انتَدَق بطنه‏:‏ انشقّ فتدلى منه شيء‏.‏

نرمق‏:‏ الليث في قول رؤبة‏:‏

أَعَدّ أَخْطالاً له ونَرْمَقا

قال‏:‏ النَّرْمَقُ فارسي معرب لأنه ليس في كلام العرب كلمة صدرها نون

أَصلية، وقال غيره‏:‏ معناه نَرْمَهْ وهو الليّن‏.‏

نزق‏:‏ النَّزَقُ‏:‏ خفة في كل أَمر وعجلة في جهل وحُمْق‏.‏ ابن سيده‏:‏

النَّزَقُ الخفة والطيش، نزِق، بالكسر، يَنْزَقُ نزقاً، فهو نزِق، والأُنثى

نزِقَةٌ، وهو من الطيش والخفة‏.‏ وأَنَزَقَ الرجلُ إذا سَفِهَ بعد حِلْم‏.‏

وتَنازَق الرجلان تَنازُقاً ونِزاقاً ومُنازقة‏:‏ تشاتما، الأَخيرتان على غير

الفعل‏.‏ والمُنازِقُ‏:‏ الكثير الكلام والنَّزَقِ‏.‏ ونزِقَ الرجل والفرس وغيره

يَنزَقُ نزُقاً ونُزوقاً إذا نزا‏.‏ ونَزَّقَ الفرسَ وأَنزقه تَنزِيقاً إذا

ضربه حتى يَنْزو ويَنْزق، وفي التهذيب‏:‏ حتى يثب نَهْزاً‏.‏ وأَنزَقَ في الضحك وأَهْزَقَ إذا أَفرط فيه وأكثر‏.‏ والنَّزْقُ‏:‏ مَلْءُ السِّقاء والإناء

إلى رأسه‏.‏ ونَزِقَتِ النِّهاءُ‏:‏ امتلأَت‏.‏ ويقال‏:‏ مُطِر مكانُ كذا وكذا

حتى نزِقَتْ نِهاؤه أَي امتلأَت غُدْرانه‏.‏ وناقة نِزاقٌ‏:‏ مثل مِزاق؛ عن

يعقوب‏.‏

والنَّيْزَقُ لغة في النَّيْزَك‏:‏ قال الشاعر‏:‏

وثَدْيانِ، لَوْلا ما هُما لم تكَدْ تُرَى

على الأَرضِ، إنْ قامَتْ، كمِثْل النَّيازِق

كأنَّهما عِدْلا جُوَالِقٍ أصْبَحا، وحَشْوُهما تِبْنٌ على ظهر ناهِق

نسق‏:‏ النَّسَقُ من كل شيء‏:‏ ما كان على طريقة نِظامِ واحد، عامٌّ في الأشياء، وقد نَسقْتُه تَنْسِيقاً؛ ويخفف‏.‏ ابن سيده‏:‏ نَسَقَ الشيء يَنْسُقهُ

نَسْقاً ونَسَّقه نظَّمه على السواء، وانْتَسَق هو وتَناسَق، والاسم

النَّسَقُ، وقد انْتَسَقت هذه الأَشياء بعضُها إلى بعض أَي تَنَسَّقَتْ‏.‏

والنحويون يسمون حروف العطف حروف النَّسَقِ لأَن الشيء إذا عطفْت عليه شيئاً

بعده جَرى مجْرًى واحداً‏.‏ وروي عن عمر، رضي الله عنه، أَنه قال‏:‏ ناسِقوا

بين الحج والعمرة؛ قال شمر‏:‏ معنى ناسِقوا وواتِرُوا‏.‏ يقال‏:‏ ناسَقَ بين

الأَمرين أي تابع بينهما‏.‏ وثَغْر نَسَق إذا كانت الأَسنان مستوية‏.‏ ونَسَقُ

الأَسنان‏:‏ انتظامها في النِّبْتةِ وحسن تركيبها‏.‏ والنَّسْق‏:‏ العطف على

الأول، والفعل كالفعل‏.‏ وثغر نَسَق وخَرزَ نَسَق أَي منتظم؛ قال أَبو

زبيد‏:‏بجِيدِ رِيْمٍ كريم زانَهُ نَسَقٌ، يكاد يُلْهِبُه الياقوتُ إلهابا

والتَّنْسِيقُ‏:‏ التنظيم‏.‏ والنَّسَق‏:‏ ما جاء من الكلام على نِظام واحد، والعرب تقول لطَوار الحبْل إذا امتد مستوياً‏:‏ خذ على هذا النَّسَق أي على

هذا الطَّوارِ؛ والكلام إذا كان مسجَّعاً، قيل‏:‏ له نَسعق حسن‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَنسَقَ الرجلُ إذا تكلم سجعاً‏.‏ والنَّسَقُ‏:‏ كواكب مصطفة خلف

الثريا، يقال لها الفُرود‏.‏ ويقال‏:‏ رأَيت نَسَقاً من الرجال والمتاع أَي بعضُها

إلى جنب بعض؛ قال الشاعر‏:‏

مُسْتَوْسِقات عَصَباً ونَسَقا

والنَّسْق، بالتسكين‏:‏ مصدر نَسَقْتُ الكلام إذا عطفت بعضه على بعض؛ ويقال‏:‏ نَسَقْتُ بين الشيئين وناسَقْتُ‏.‏

نستق‏:‏ النُّسْتُق‏:‏ الخَدَمُ لا واحد لهم؛ قال عدي بن زيد العبادي‏:‏

يَنْصِفُها نُسْتُق تكادُ تُكْرِمهم، عن النَّصافة، كالغِزْلانِ في السَّلم التهذيب‏:‏ قيل النُّسْتُق الخادم‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ كأَنه بلسان الروم تكلمت

به العرب‏.‏

نشق‏:‏ النَّشْقُ‏:‏ صب سَعوط في الأَنف‏.‏ ابن سيده‏:‏ النَّشُوق سَعُوط يجعل

أو يصب في المُنْخُرين، تقول‏:‏ أَنْشَقْتُه إنْشاقاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إن للشيطان نَشوقاً ولَعُوقاً ودساماً، يعني أَنَّ له وساوس مهما وجَدتْ منفذاً

دخلت فيه‏.‏ وأَنْشَقْتُه الدواء في أَنفه‏:‏ صببته فيه‏.‏ الليث‏:‏ النَّشُوق اسم

لكل دواء يُنْشَقُ؛ وأَنشد ابن بري للأغلب‏:‏

وافْتَرَّ صاباً ونَشوقاً مالحا

وفي الحديث‏:‏ أَنه كان يَسْتَنُشِقُ في وُضوئه ثلاثاً في كل مرة

يَسْتَنْثِرُ أَي يُبْلِغ الماء خَياشيمه، وهو من اسْتِنْشاق الريح إذا شَمِمْتها

مع قوَّة، وقيل‏:‏ أَنْشَقه الشيءَ فانْتَشَق وتَنَشَّق‏.‏

وانْتَشَق الماءَ في أَنفه واسْتَنْشَقَه‏:‏ صبَّه فيه‏.‏ واسْتَنْشقُتُ

الريح‏:‏ شممتها‏.‏ واسْتَنْشَقْتُ الماء وغيره إذا أَدخلته في الأنف‏.‏ والنشاق‏:‏

الريح الطيبة، وقد نَشِقَها نَشَقاً ونَشْقاً وانْتَشَقَ وتَنَشَّق‏.‏ أَبو

زيد‏:‏ نَشِقْتُ من الرجل ريحاً طيِّبة أَنْشَقُ نَشَقاً أَي شَمِمْت، ونَشِيت أَنْشى نِشْوةً مثله‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ إن كان المشموم مما

تُدْخِلُه أَنفك قلت تَنَشَّقْتُه واسْتَنْشقته‏.‏ وأَنْشَقَهُ القطنة المحرقة إذا

أدناها إلى أَنفه ليَدْخل ريحُها خَياشيمه‏.‏ ورائحة مكروهة النِّشْْق أَي

الشم؛ وأَنشد لرؤبة‏:‏

حَرّاً من الخَردْلِ مكروه النَّشَقْ

والنُّشْقة‏:‏ الحلقة تشد بها الغنم، وقيل‏:‏ النُّشْقة، بالضم‏:‏ الرِّبْقة

التي تجعل في أَعناق البَهْم‏.‏ ويقال لحلَق الرِّبَق نُشَق، وقد أَنْشَقْته

في الحبل أَي أَنشبته؛ وأَنشد‏:‏

نَزْوَ القَطا أَنْشَقَهُنَّ المُحْتَبِلْ

وقال آخر‏:‏

مناتِينُ أَبْرامٌ كأَنَّ أَكُفَّهُمْ

أَكُفُّ ضِبابٍ، أُنْشِقَتْ في الحَبائِل

ابن الأَعرابي‏:‏ أَنْشَقَ الصائدُ إذا عَلِقَت النُّشْقة بعنق الغزال في الكَصِيصةِ، ويقول الصائد لشريكه‏:‏ لي النَّشاقى ولك العَلاقى، فالنَّشَاقى‏:‏ ما وقعت النُّشْقة في الحلق وهي الشَّربة، قال‏:‏ والعَلاقى ما تعلق

بالرجْل‏.‏ ونَشِقَ الصيد في الحِبالة نَشَقاً‏:‏ نَشِب وعَلِق فيها، وكذلك

فَراشةُ القُفْل‏.‏ اللحياني‏:‏ يقال نَشِبَ في حبله ونَشِقَ وعَلِقَ وارْتَبَقَ، كل ذلك بمعنى واحد‏.‏ ابن سيده‏:‏ وحكى اللحياني نَشِق فلان في حِبالي

نَشِب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه شُكِيَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم كثرةُ الغيث

وكان فيما قيل له ونَشِقَ المسافرُ أَي نَشِب فلم يُطِق على البراح من كثرة المطر‏.‏ ورجل نَشِقٌ إذا كان ممن يدخل في أُمور لا يكاد يتخلص منها‏.‏

نطق‏:‏ نَطَقَ الناطِقُ يَنْطِقُ نُطْقاً‏:‏ تكلم‏.‏ والمَنطِق‏:‏ الكلام‏.‏

والمِنْطِيق‏:‏ البليغ؛ أَنشد ثعلب‏:‏

والنَّوْمُ ينتزِعُ العَصا من ربِّها، ويَلوكُ، ثِنْيَ لسانه، المِنْطِيق

وقد أَنْطَقَه الله واسْتَنْطقه أَي كلَّمه وناطَقَه‏.‏ وكتاب ناطِقٌ

بيِّن، على المثل‏:‏ كأَنه يَنْطِق؛ قال لبيد‏:‏

أو مُذْهَبٌ جُدَدٌ على أَلواحه، أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتومُ

وكلام كل شيء‏:‏ مَنْطِقُه؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطير؛ قال ابن سيده‏:‏ وقد يستعمل المَنطِق في غير الإنسان كقوله تعالى‏:‏ عُلِّمْنا

مَنْطِقَ الطير؛ وأَنشد سيبويه‏:‏

لم يَمْنع الشُّرْبَ منها، غَيْرَ أَن نطقت

حمامة في غُصُونٍ ذاتِ أَوْقالِ

لما أضاف غيراً إلى أن بناها معها وموضعها الرفع‏.‏ وحكى يعقوب‏:‏ أن أَعرابيّاً ضَرطَ فتَشَوَّر فأَشار بإبهامه نحو استه، وقال‏:‏ إنها خَلْف

نَطَقَت خَلْفاً، يعني بالنطق الضرط‏.‏

وتَناطَق الرجلان‏:‏ تَقاوَلا؛ وناطَقَ كلُّ واحد منهما صاحبه‏:‏ قاوَلَه؛ وقوله أَنشده ابن الأعرابي‏:‏

كأَن صَوْتَ حَلْيَها المُناطِقِ

تَهزُّج الرِّياح بالعَشارِقِ

أراد تحرك حليها كأنه يناطق بعضه بعضاً بصوته‏.‏ وقولهم‏:‏ ما له صامِت ولا

ناطِقٌ؛ فالناطِقُ الحيوان والصامِتُ ما سواه، وقيل‏:‏ الصامِتُ الذهب

والفضة والجوهر، والناطِقُ الحيوان من الرقيق وغيره، سمي ناطِقاً لصوته‏.‏

وصوتُ كلِّ شيء‏:‏ مَنْطِقه ونطقه‏.‏

والمِنْطَقُ والمِنْطقةُ والنِّطاقُ‏:‏ كل ما شد به وسطه‏.‏ غيره‏:‏

والمِنْطَقة معروفة اسم لها خاصة، تقول منه‏:‏ نطَّقْتُ الرجل تَنْطِيقاً فتَنَطَّق

أي شدَّها في وسطه، ومنه قولهم‏:‏ جبل أَشَمُّ مُنَطَّقٌ لأن السحاب لا

يبلغ أَعلاه وجاء فلان منُتْطِقاً فرسه إذا جَنَبَهُ ولم يركبه، قال خداش بن زهير‏:‏

وأَبرَحُ ما أَدامَ الله قَوْمي، على الأَعداء، مُنْتَطِقاً مُجِيدا

يقول‏:‏ لا أَزال أَجْنُب فرسي جواداً، ويقال‏:‏ إنه أَراد قولاً يُسْتجاد

في الثناء على قومي، وأَراد لا أَبرح، فحذف لا، وفي شعره رَهْطي بدل قومي، وهو الصحيح لقوله مُنْتَطِقاً بالإفراد، وقد انْتَطق بالنِّطاق

والمِنْطَقة وتَنعطَّق وتَمَنْطَقَ؛ الأَخيرة عن اللحياني‏.‏ والنِّطاق‏:‏ شبه إزارٍ

فيه تِكَّةٌ كانت المرأَة تَنتَطِق به‏.‏ وفي حديث أُم إسمعيل‏:‏ أَوَّلُ ما

اتخذ النساءُ المِنْطَقَ من قِبَلِ أُم إسمعيل اتخذت مِنْطَقاً؛ هو النِّطاق وجمعه مناطق، وهو أَن تلبس المرأة ثوبها، ثم تشد وسطها بشيء وترفع

وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند مُعاناةِ الأَشغال، لئلا تَعْثُر في ذَيْلها، وفي المحكم‏:‏ النَّطاق شقَّة أو ثوب تلبسه المرأَة ثم تشد وسطها بحبل، ثم ترسل الأعلى على الأسفل إلى الركبة، فالأَسفل يَنْجَرّ على الأَرض، وليس لها حُجْزَة ولا نَيْفَق ولا ساقانِ، والجمع نُطُق‏.‏ وقد انْتَطَقت

وتَنَطَّقت إذا شدت نِطاقها على وسطها؛ وأَنشد ابن الأعرابي‏:‏

تَغْتال عُرْضَ النُّقْبَةِ المُذالَهْ، ولم تَنَطَّقْها على غِلالَهْ، وانْتَطق الرجل أَي لبس المِنْطَق وهو كل ما شددت به وسطك‏.‏ وقالت عائشة

في نساء الأَنصار‏:‏ فعَمَدْن إلى حُجَزِ أو حُجوز مناطِقهنّ فَشَقَقْنَها

وسَوَّيْنَ منها خُمُراً واخْتَمَرْنَ بها حين أَنزل الله تعالى‏:‏

ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرهنّ على جيوبهن؛ المَناطِق واحدها مِنْطق، وهو النِّطاق‏.‏

يقال‏:‏ مِنْطَق ونِطاق بمعنى واحد، كما يقال مِئْزر وإزار ومِلحف ولِحاف

ومِسْردَ وسِراد، وكان يقال لأسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنهما، ذات

النطاقَيْنِ لأنها كانت تُطارِق نِطاقاً على نِطاق، وقيل‏:‏ إنه كان لها نِطاقان

تلبس أحدهما وتحمل في الآخر الزاد إلى سيدنا رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، وأبي بكر، رضي الله عنه، وهما في الغار؛ قال‏:‏ وهذا أصح القولين، وقيل‏:‏ إنها شقَّت نِطاقها نصفين فاستعملت أَحدهما وجعلت الآخر شداداً

لزادهما‏.‏ وروي عن عائشة، رضي الله عنها‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج

مع أبي بكر مهاجرَيْنِ صنعنا لهما سُفْرة في جِراب فقطعت أَسماء بنت أبي

بكر، رضي الله عنهما، من نِطاقها وأَوْكَت به الجراب، فلذلك كانت تسمى

ذات النطاقين، واستعاره علي، عليه السلام، في غير ذلك فقال‏:‏ من يَطُلْ

أَيْرُ أَبيه يَنْتَطِقْ به أَي من كثر بنو أَبيه يتقوى بهم؛ قال ابن بري‏:‏

ومنه قول الشاعر‏:‏

فلو شاء رَبِّي كان أَيْرُ أَبِيكمُ

طويلاً، كأَيْرِ الحَرثِ بنَ سَدُوسِ

وقال شمر في قول جرير‏:‏

والتَّغْلَبيون، بئس الفَحْلُ فَحْلُهُمُ

قِدْماً وأُمُّهُمُ زَلاَّءُ مِنْطِيقُ

تحت المَناطق أَشباه مصلَّبة، مثل الدُّوِيِّ بها الأَقلامُ واللِّيقُ

قال شمر‏:‏ مِنْطيق تأْتزر بحَشِيَّة تعظِّم بها عجيزتها، وقال بعضهم‏:‏

النِّطاق والإزار الذي يثنى؛ والمِنْطَقُ‏:‏ ما جعل فيه من خيط أَو غيره؛ وأَنشد‏:‏

تَنْبُو المَناطقُ عن جُنُوبهِمُ، وأَسِنَّةُ الخَطِّيِّ ما تَنْبُو

وصف قوماً بعظم البطون والجُنوب والرخاوة‏.‏ ويقال‏:‏ تَنَطَّقَ بالمِنْطقة

وانْتَطق بها؛ ومنه بيت خِداش بن زهير‏:‏

على الأعداء مُنْتطقاً مُجِيدا

وقد ذكر آنفاً‏.‏

والمُنَطَّقةُ من المعز‏:‏ البيضاءُ موضِع النِّطاق‏.‏ ونَطَّق الماءُ

الأَكَمَةَ والشجرة‏:‏ نَصَفَها، واسم ذلك الماء النِّطاق على التشبيه بالنِّطاق

المقدم ذكره، واستعارة عليّ، عليه السلام، للإسلام، وذلك أَنه قيل له‏:‏

لَمَ لا تَخْضِبُ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خَضَب‏؟‏ فقال‏:‏ كان

ذلك والإسلامُ قُلٌّ، فأَما الآن فقد اتسع نِطاقُ الإسلام فامْرَأً وما

اختار‏.‏ التهذيب‏:‏ إذا بلغ الماء النِّصْف من الشجرة والأكَمَة يقال قد

نَطَّقَها؛ وفي حديث العباس يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏

حتى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ عَلْياءَ، تحتها النُّطُقُ

النُّطُق‏:‏ جمعِ نطاقٍ وهي أَعراضٌ من جِبال بعضها فوق بعض أَي نواحٍ

وأَوساط منها شبهت بالنُّطُق التي يشد بها أوساط الناس، ضربه مثلاً له في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته، وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال، وأَراد ببيته

شرفه، والمُهَيْمِنُ نعته أَي حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك أعلى مكان

من نسبِ خِنْدِفَ‏.‏ وذات النِّطاقِ أَيضاً‏:‏ اسم أَكَمةٍ لهم‏.‏ ابن سيده‏:‏

ونُطُق الماء طرائقه، أَراه على التشبيه بذلك؛ قال زهير‏:‏

يُحِيلُ في جَدْوَل تَحْبُو ضفادعُهُ، حَبْوَ الجَواري تَرى في مائة نُطُقا

والنَّاطِقةُ‏:‏ الخاصرة‏.‏

نعق‏:‏ النَّعِيقُ‏:‏ دعاء الراعي الشاء‏.‏ يقال‏:‏ انْعِقْ بضأْنك أَي ادْعُها؛ قال الأخطل‏:‏

انْعِقْ بضَأْنك، يا جَريرُ، فإنَّما

مَنِّتْكَ نفسُك في الخَلاء ضلالا

ونَعَق الراعي بالغنم يَنْعِقُ، بالكسر، نَعْقاً ونُعاقاً ونَعِيقاً

ونَعَقاناً‏:‏ صاح بها وزجرها، يكون ذلك في الضأْن والمعز؛ وأَنشد ابن بري

لبشر‏:‏

ولم يَنْعِقْ بناحيةِ الرِّقاقِ

وفي الحديث‏:‏ أَنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات‏:‏ ابْكِين وإيّاكنَّ

ونَعيقَ الشيطان، يعني الصياح والنَّوْح، وأضافه إلى الشيطان لأنه الحامل

عليه‏.‏ وفي حديث المدينة‏:‏ آخرُ من يُحْشر راعيان من مُزَيْنَةَ يريدان

المدينة يَنْعِقانِ بغنمهما أي يصيحان‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ومَثَل الذين كفروا

كمَثَل الذي يَنْعِقُ بما لا يسمع إلا دعاء ونداء؛ قال الفراء‏:‏ أضاف

المَثَل إلى الذين كفروا ثم شبههم بالراعي ولم يقل كالغنم، والمعنى، والله أعلم، مَثَل الذين كفروا كالبهائم التي لا تَفْقَهُ ما يقول الراعي أكثر من الصوت، فأضاف التشبيه إلى الراعي والمعنى في المَرّعِيّ، قال‏:‏ ومثله في الكلام فلان يخافك كخوف الأسد، المعنى كخوفِهِ الأسدَ لأَن الأَسد معروف

أَنه المَخُوف، وقال أَبو إسحق‏:‏ ضرب الله لهم هذا المثل وشبههم بالغنم

المَنْعُوق بما لا يسمع منه إلا الصوت، فالمعنى مَثَلُك يا محمد ومَثَلُهم

كمثَلَ الناعِقَِ والمَنْعُوق بها بما لا يسمع، لأن سمعهم لم يكن ينفعهم

فكانوا في تركهم قبولَ ما يسمعون بمنزلة من لم يسمع‏.‏

ونَعَقَ الغرابُ نَعِيقاً ونُعاقاً؛ الأخيرة عن اللحياني، والغين في الغرابُ أَحسن، قال الأَزهري‏:‏ نَعَق الغرابُ ونَغَقَ، بالعين والغين جميعاً‏.‏

ونَعِيقُ الغراب ونُعاقِه ونَغِيقُه ونُغاقُه‏:‏ مثل نَهِيق الحمار

ونُهاقِه، وشَحِيجِ البغل وشُحاجِه، وصَهِيلِ وصُهال الخيل وزَحير وزُحار، قال‏:‏

والثقات من الأئمة يقولون كلام العرب نَغَق الغراب، بالغين المعجمة، ونَعَق الراعي بالشاء، بالعين المهملة، ولا يقال في الغراب نَعَق ويجوز

نَعَبَ، قال‏:‏ وهذا هو الصحيح، وحكى ابن كيسان نَعَقَ الغراب بعين مهملة، واستعار بعضهم النَّعيقَ في الأَرانب؛ أَنشد يعقوب‏:‏

والسُّعْسُعُ الأطْلَسُ في حَلْقِهِ

عِكْرِشَةٌ تَنْئِقُ في اللِّهْزِمِ

أراد تَنْعِقُ‏.‏

والناعِقانِ‏:‏ كويكبان من كواكب الجوزاء وهما أَضوأُ كوكبين فيها؛ يقال‏:‏

أَحدهما رِجْلها اليسرى، والآخر مَنْكِبُها الأيمن، وهو الذي يسمى

الهَنْعَةَ‏.‏

والناعِقاءُ‏:‏ جُحْر اليَرْبوع يقف عليه يستمع الأصوات، والمعروف عن كراع

العانِقاءُ‏.‏

نغق‏:‏ نَغَقَ الغرابُ يَنْغِقُ ويَنْغَقُ نَغِيقاً ونُغاقاً؛ الأخيرة عن

اللحياني‏:‏ صاح غِيقْ غِيقْ، وقيل نَغَق بخير ونَعَبَ ببَيْنٍ؛ قال

الشاعر‏:‏وازْجُروا الطَّيْرَ، فإنْ مَرَّ بكمُ

ناغِقٌ يَهْوِي، فقولوا‏:‏ سَنَحا

وقد ذكر الفَرْقُ بين النَّغِيقِ والنعِيب في موضعه‏.‏ والنَّغِيقُ‏:‏ صوت

يخرج من قُنْبِ الدابة وهو وِعاء جُرْدَانِهِ‏.‏ وناقة نَغِيقَةٌ‏:‏ وهي التي

تَبْغِمُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي مَرَّةً بعد مَرَّةٍ‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ ناقة

نَغِيقٌ، وقد نَغَقَت الناقة نَغِيقاً إذا بَغَمَتْ؛ قال حميد‏:‏

وأَظْمَى كقَلْبِ السوذقاني نازَعَتْ، بِكَفَّيَّ، فَتْلاءُ الذِّراعِ نَغُوقُ

أَي بَغُوم‏.‏ أَراد بالأَظْمَى الزمام الأسود‏.‏ وإبل ظُمْيٌ أَي سود‏.‏

نغبق‏:‏ التهذيب في الرباعي‏:‏ النَّغْبقة الصوت الذي يُسْمع من بطن الدابة، وهو الوُعاق‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ النَّغْبَقة صوت جُرْدَانه إذا تَقَلْقل في قُنْبِه؛ قال أَبو عمرو‏:‏ هي النُغْبُوقة؛ وأَنشد‏:‏

عَلَقْتُه غَرَزاً وماءً بارداً

شَهْرَيْ ربيعٍ، واغْتَبَقْتُ غَبُوقَهُ

حتى إذا دفع الجِيادُ دَفَعْتُه، وسط الجِيادِ، ولاسْتِهِ نُغْبُوقَهْ

نفق‏:‏ نَفَقَ الفرسُ والدابةُ وسائر البهائم يَنْفُقُ نُفُوقاً‏:‏ مات؛ قال

ابن بري أَنشد ثعلب‏:‏

فما أَشْياءُ نَشْرِيها بمالٍ، فإن نَفَقَتْ فأَكْسَد ما تكونُ

وفي حديث ابن عباس‏:‏ والجَزور نافقة أَي ميتة من نَفَقت الدابة إذا ماتت؛ وقال الشاعر‏:‏

نَفَقَ البغلُ وأَوْدَى سَرْجه، في سبيل الله سَرْجي وبَغَلْ

وأورده ابن بري‏:‏ سرجي والبَغَلْ‏.‏

ونَفَقَ البيع نَفَاقاً‏:‏ راج‏.‏ ونَفَقت السِّلْعة تَنْفُق نَفاقاً، بالفتح‏:‏ غَلَتْ ورغب فيها، وأَنْفَقَها هو ونَفَّقها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ المُنَفِّق

سلْعته بالحلف الكاذب؛ المُنَفِّقُ، بالتشديد‏:‏ من النَّفَاق وهو ضد

الكَسَاد؛ ومنه الحديث‏:‏ اليمين الكاذبة مَنْفَقَة للسِّلْعة مَمْحَقة للبركة

أي هي مَظِنة لنفَاقها وموضع له‏.‏ وفي الحديث عن ابن عباس‏:‏ لا يُنَفِّقْ

بعضُكم بعضاً أَي لا يقصد أَن يُنَفِّقَ سِلْعته على جهة النَّجْش، فإنه

بزيادته فيها يرغب السامع فيكون قوله سبباً لابتياعها ومُنفِّقاً لها‏.‏

ونعفَقَ الدرهم يَنْفُق نَفَاقاً‏:‏ كذلك؛ هذه عن اللحياني كأَن الدرهم قَلَّ

فرغب فيه‏.‏

وأَنْفَقَ القوم‏:‏ نَفَقت سوقهم‏.‏ ونَفَق مالُه ودرهمه وطعامه نَفْقاً

ونَفاقاً، كلاهما‏:‏ نقص وقلّ، وقيل فني وذهب‏.‏ وأَنْفَقُوا‏:‏ نَفَقت أَموالهم‏.‏

وأَنفَقَ الرجل إذا افتقر؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ إذاً لأَمسكتم خشية

الإنْفَاقِ؛ أَي خشية الفناء والنَّفَاد‏.‏ وأَنْفَقَ المال‏:‏ صرفه‏.‏ وفي التنزيل‏:‏

وإذا قيل لهم أَنْفِقُوا مما رزقكم الله؛ أَي أَنفقوا في سبيل الله وأَطعموا وتصدقوا‏.‏ واسْتَنْفَقه‏:‏ أَذهبه‏.‏ والنَّفقة‏:‏ ما أُنِفق، والجمع نِفاق‏.‏ كى اللحياني‏:‏ نَفِدت نِفاقُ القوم ونفَقَاتهم، بالكسر، إذا نفدت وفنيت‏.‏

والنِّفاقُ، بالكسر‏:‏ جمع النَّفَقة من الدراهم، ونَفِقَ الزاد يَنْفَقُ

نَفَقاً أي نفد، وقد أَنفَقت الدراهم من النَّفقة‏.‏ ورجل مِنْفاقٌ أي كثير

النَّفَقة‏.‏ والنَّفَقة‏:‏ ما أَنفَقْت، واستنفقت على العيال وعلى نفسك‏.‏

التهذيب‏:‏ الليث نَفَقَ السعر‏.‏ يَنْفُق نُفُوقاً إذا كثر مشتروه، وأَنْفَقَ الرجل إنْفاقاً إذا وجد

نَفاقاً لمتاعه‏.‏ وفي مثل من أَمثالهم‏:‏ من باع عِرْضه أَنْفَقَ أَي من شاتم

الناس شُتِمَ، ومعناه أَنه يجد نَفاقاً بعِرْضه ينال منه؛ ومنه قول كعب

بن زهير‏:‏

أبِيتُ ولا أَهجُو الصديقَ، ومن يَبِعْ

بعِرْض أَبيه في المَعاشِرِ يُنْفِقِ

أَي يجد نَفاقاً، والباء مقحمة في قوله بعِرض أَبيه‏.‏ ونَفَقَت الأَيّم

تَنْفُق نَفاقاً إذا كثر خُطّابها‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ من حَظّ المَرْء نَفاق

أَيّمه أَي من سعادته أن تخطب نساؤه من بناته وأَخواته ولا يَكْسَدْنَ

كَساد السِّلَع التي لا تَنْفُق‏.‏ والنَّفِقُ‏:‏ السريع الانقطاعِ من كل شيء، يقال‏:‏ سير نَفِقٌ أي منقطع؛ قال لبيد‏:‏

شَدّاً ومَرْفوعاً بقُرْبِ مثله

للوِرْدِ، لا نَفِق ولا مَسْؤُوم

أَي عَدْو غير منقطع‏.‏ وفرس نَفِقُ الجَرْي إذا كان سريع انقطاع الجري‏:‏

قال علقمة بن عبدة يصف ظليماً‏:‏

فلا تَزَيُّده في مشيه نَفِقٌ، ولا الزَّفيف دُوَيْن الشّدِّ مَسْؤُوم

والنَّفَقُ‏:‏ سَرَبٌ في الأَرض مشتق إلى موضع آخر، وفي التهذيب‏:‏ له

مَخْلَصٌ إلى مكان اخر‏.‏ وفي المثل‏:‏ ضَلَّ دُرَيْصٌ نَفَقه أي جُحْره‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ فإن استطعت أَن تبتغي نَفَقاً في الأرض، والجمع أَنْفَاق؛ واستعاره

امرؤ القيس لجِحَرة الفِئَرة فقال يصف فرساً‏:‏

خَفَاهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ، كأَنما

خَفاهنَّ ودْقٌ من عَشِيّ مُجَلِّبِ

والنُّفَقةُ والنَّافِقاء‏:‏ جُحْر الضَّبّ واليَرْبوع، وقيل‏:‏ النُّفقةُ

والنافِقاء موضع يرققه اليربوع من جُحره، فإذا أُتِيَ من قبل القاصِعاء

ضرب النافِقاء برأْسه فخرج‏.‏ ونَفِقَ اليربوع ونَفَق وانْتَفَقَ ونَفَّق‏:‏

خرج منه‏.‏ وتَنَفَّقَه الحارِشُ وانْتَفقه‏:‏ استخرجه من نافِقائه؛ واستعاره

بعضهم للشيطان فقال‏:‏

إذا الشيطانُ قَصَّعَ في قَفاها، تَنَفَّقْناهُ بالحَبْل التُّؤام

أَي استخرجناه استخراج الضَّبّ من نافِقائه‏.‏ وأَنْفَقَ الضَّبّ واليربوع

إذا لم يَرْفُق به حتى ينْتَفِقَ ويذهب‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ قُصَعَةُ

اليربوع أَن يحفر حفيرة ثم يسد بابها بترابها، ويسمى ذلك التراب الدَّامّاء، ثم يحفر حفراً آخر يقال له النافِقاء والنُّفَقَة والنَّفَق فلا ينفذها، ولكنه يحفرها حتى ترقّ، فإذا أُخِذَ عليه بقاصِعائه عدا إلى النافِقاء

فضربها برأْسه ومَرَق منها، وتراب النُّفَقَةِ يقال له الراهِطَاء؛ وأَنشد‏:‏وما أُمُّ الرُّدَيْنِ، وإن أَدلَّتْ، بعالِمةٍ بأَخلاق الكِرام

إذا الشيطانُ قَصَّع في قفاها

تَنَفّقْناه بالحبْل التُّؤام

أَي إذا سكن في قاصعاء قفاها تنفَّقناه أَي استخرجناه كما يُستخرج

اليربوع من نافقائه‏.‏ قال الأَصمعي في القاصعاء‏.‏ إنما قيل له ذلك لأن اليَرْبوع يخرج تراب الجحر ثم يسدّ به فم الآخر من قولهم قَصَع الكَلْمُ بالدم

إذا امتلأَ به، وقيل له الدامَّاء لأنه يخرج تراب الجحر ويطلي به فم الآخر

من قولك ادْمُمْ قِدْرك أَي اطْلِها بالطِّحال والرَّماد‏.‏ ويقال‏:‏ نافَقَ

اليربوعُ إذا دخل في نافِقائه، وقَصَّع إذا خرج من القاصِعاء‏.‏ وتَنَفَّق‏:‏

خرج؛ قال ذو الرمة‏:‏

إذا أَرادوا دَسْمَهُ تَنَفَّقا

أَبو عبيد‏:‏ سمي المنافقُ مُنافقاً للنَّفَق وهو السَّرَب في الأَرض، وقيل‏:‏ إنما سمي مُنافقاً لأنه نافَقَ كاليربوع وهو دخوله نافقاءه‏.‏ يقال‏:‏ قد

نفق به ونافَقَ، وله جحر آخر يقال له القاصِعاء، فإذا طلِبَ قَصَّع فخرج

من القاصِعاء، فهو يدخل في النافِقاء ويخرج من القاصِعاء، أو يدخل في القاصِعاء ويخرج من النافِقاء، فيقال هكذا يفعل المُنافق، يدخل في الإسلام

ثم يخرج منه من غير الوجه الذي دخل فيه‏.‏ الجوهري‏:‏ والنافِقاء إحدى جِحَرةَ

اليَرْبوع يكتمها ويُظْهر غيرها وهو موضع يرققه، فإذا أُتِيَ من قِبَلِ

القاصِعاء ضرب النافِقاء برأْسه فانْتَفَق أَي خرج، والجمع النَّوَافِقُ‏.‏

قال ابن بري‏:‏ جِحَرة اليربوع سبعة‏:‏ القاصِعاء والنافِقاء والدامَّاء

والراهِطاءُ والعَانِقاء والحَاثياء واللُّغَزُ، وهي اللُّغَّيْزَى أَيضاً‏.‏

قال أَبو زيد‏:‏ هي النافِقاء والنُّفَقاء والنُّفَقة والرُّهطاء

والرُّهَطة والقُصَعاء والقُصَعة، وما جاء على فاعِلاء أَيضاً حاوياء وسافياءُ

وسابياء والسموأَل ابن عادِياء، والخافِيَاء الجنّ، والكارِـاء

واللأَّوِياء والجاسِياء للصَّلابة

والبَالغاء للأَكارع، وبنُو قَابِعاء للسَّبّ‏.‏ والنُّفَقة مثال الهُمَزة‏:‏

النَّافِقاء، تقول منه‏:‏ نَفَّق اليَرْبوع تَنْفيقاً ونافَقَ أَي دخل في نافِقائه، ومنه اشتقاق المُنافق في الدين‏.‏ والنِّفاق، بالكسر، فعل

المنافِق‏.‏ والنِّفاقُ‏:‏ الدخول في الإسلام من وَجْه والخروُج عنه من آخر، مشتقّ

من نَافِقَاء اليربوع إسلامية، وقد نافَقَ مُنافَقَةً ونِفاقاً، وقد تكرر

في الحديث ذكر النِّفاق وما تصرّف منه اسماً وفعلاً، وهو اسم إسلاميّ لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وهو الذي يَسْترُ كُفْره ويظهر إيمانَه

وإن كان أَصله في اللغة معروفاً‏.‏ يقال‏:‏ نافَقَ يُنافِق مُنافقة ونِفاقاً، وهو مأْخوذ من النافقاء لا من النَّفَق وهو السَّرَب الذي يستتر فيه

لستره كُفْره‏.‏ وفي حديث حنظلة‏:‏ نافَقَ حَنْظَلة أَراد أَنه إذا كان عند

النبي صلى الله عليه وسلم أخلص وزهد في الدنيا، وإذا خرج عنه ترك ما كان

عليه ورغب فيها، فكأَنه نوع من الظاهر والباطن ما كان يرضى أَن يسامح به نفسه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَكثر مُنافِقِي هذه الأُمَّة قُرَّاؤها؛ أَراد

بالنِّفاق ههنا الرياء لأَن كليهما إظْهار غير ما في الباطن؛ وقول أبي

وجزة‏:‏يَهْدِي قلائِص خُضَّعاً يَكنفْنَهُ، صُعْرَ الخدُودِ نوَافِقَ الأَوْبَارِ

أَي نُسِلَتْ أَوبارُها من السِّمَن، وفي نوادر الأَعراب‏:‏ أَنْفَقَت

الإبُل إذا انْتَثَرَتْ أَوبارُها عن سِمَن‏.‏ قالوا‏:‏ ونَفَق الجُرْح إذا

تقشَّر، ويقال زيْت انفاق؛ قال الراجز‏:‏

إذا سَمِعْنَ صَوْتَ فَحْلٍ شَقْشاق، قَطَعْنَ مُصْفَرّاً كزيت الانْفاق

والنَّافِقة‏:‏ نافِقة المِسْك، دخيل، وهي فأْرة المسك وهي وعاؤه‏.‏

ومالك بن المُنْتَفِقِ الضَّبيّ أَحد بني صُبَاح بن طريف قاتل بِسْطَامِ

بن قَيْس‏.‏

والنُّفَيْقُ‏:‏ موضع‏.‏ ونَيْقَقُ القميص والسراويل‏:‏ معروف، وهو قارسي

معرب، وهو المُنَفَّقُ، وقيل النَّيْقَقُ دخيل، نَيْفق السراويل‏.‏ الجوهري‏:‏

ونيفق السروايل الموضع المتسع منها، والعامة تقول نِيفَق، بكسر النون، والمُنْتَفِقُ‏:‏ اسم رجل‏.‏

نقق‏:‏ نَقَّ الظَّليمُ والدجاجةُ والحَجَلةُ والرَّخَمةُ والضَّفادع

والعقرب تَنِقُّ نَقيقاً ونَقْنَقَ‏:‏ صوَّت؛ قال جرير يصف الخنزير والحَبّ في حاويائه‏:‏

كأَنَّ نَقِيقَ الحَبِّ في حَاوِيائه

فَحِيح الأَفَاعِي، أَو نَقِيق العَقارب

والدجاجة تُنَقْنِقُ للبيض ولا تنِقُّ لأنها ترجِّع في صوتها، ونقَّت

الدجاجة وتَقْنَقت؛ ومنه قول يزيد بن الحَكَم‏:‏

ضفادِعُها غَرْقَى لَهُنَّ نَقِيقُ

وقيل‏:‏ النَّقِيقُ والنَّقْنَقةُ من أَصوات الضفادع يفصل بينهما المَدّ

والترجيع، والدجاجة تُنَقْنِقُ للبيض، وكذلك النعامة‏.‏ ونَقَّ الضِّفْدَع

ونَقْنَق‏:‏ كذلك، وقيل هو صوت يفصل بينه مدّ وترجيع‏.‏ وضفدع نَقَّاق

ونَقُوق، وجمع النَّقُوق نُقُق؛ قال رؤْبة‏:‏

إذا دَنا منهنَّ أَنقاضُ النُّفُقْ

ويروى النُّقَق على من قال جُدَد في جُدُد، ومن قال رُسْل قال نُقّ؛ أَنشد ثعلب‏:‏

على هنين وهَنَات نُقّ

والنَّقَّاق‏:‏ الضفدع، صفة غالبة؛ تقول العرب‏:‏ أَرْوَى من النَّقَّاق أَي

الضفدع‏.‏ والنَّقَّاقة‏:‏ الضفدعة؛ والنَّقْنَقة‏:‏ صوتها إذا ضُوعِف وربما

قيل ذلك للهِرِّ أَيضاً؛ وأَنشد أَبو عمرو‏:‏

أَطعَمْت راعِيَّ من اليَهْيَرِّ، فظَلَّ يَبْكي حَبِجاً بشَرِّ، خلف اسْتِهِ مثل نَقيق الهِرِّ

وفي رِجْزِ مسيلمة‏:‏ يا ضِفْدَع نقّي كم تنقّين النَّقِيقُ صوت الضفدع، وإذا رجّع صوته قيل نَقْنَق‏.‏ وفي حديث أُم زرع‏:‏ ودايِسٍ ومُنِقّ؛ قال

أَبو عبيد‏:‏ هكذا رواه أَصحاب الحديث ومُنِقّ، بالكسر، قال‏:‏ ولا أَعرف

المُنِقّ، وقال غيره‏:‏ إن صحت الرواية فيكون من النَّقِيق الصوت، يريد أَصوات

المواشي والأنعام تصفه بكثرة أَمواله، ومُنِقّ من أَنَقَّ إذا صار ذا

نَقِيقٍ أو دخل في النقيق‏.‏ وفي رواية أُخرى‏:‏ دايس للطعام ومنِقّ؛ وقال أَبو

عبيد أَيضاً‏:‏ إنما هو مُنَقٍّ من نقَّيت الطعام‏.‏

والنَّقْنَقُ‏:‏ الظليم، والنِّقْنِقُ، والجمع النَّقانِقُ‏.‏

والنِّقْنيقُ‏:‏ الخشبة التي يكون عليها المصلوب‏.‏ ونَقْنَقَتْ عينُه

نَقْنقةً‏:‏ غارت؛ كذا حكاه يعقوب في الأَلفاظ؛ وأَنشد الليث‏:‏

خُوص ذوات أَعْيُنٍ نَقانِقِ *** خُصّتْ بها مجهولة السَّمالِقِ

وقال غيره‏:‏ نَقْنقَتْ بالتاء وأَنكره ابن الأَعرابي وقال‏:‏ نَقْتَق، بالتاء، هَبَطَ، وفي المصنف تَقْتَقَت، بتاءين، قال ابن سيده‏:‏ وهو تصحيف‏.‏